مذكورا ، وبالإيجاب أن لا يشتمل على نفي ولا نهي ولا استفهام ، وذلك كقوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) [البقرة ، ٢٤٩] وقوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ) [الحجر ، ٣٠ و ٣١].
الثانية : أن يكون المستثنى مقدما على المستثنى منه ، كقول الكميت يمدح آل البيت رضياللهعنهم :
١٢٤ ـ وما لي إلّا آل أحمد شيعة |
|
وما لي إلّا مذهب الحقّ مذهب |
______________________________________________________
إيضاحه ـ كان الاسم الذي يقع بعده مفعولا ، فيكون منصوبا ، وهو المطلوب ، والاسم هنا هو ياء المتكلم ، فهي مفعول به مبني على السكون في محل نصب كما قررناه في إعراب البيت.
١٢٤ ـ هذا بيت من الطويل من كلام الكميت بن زيد الأسدي ، من قصيدة له هاشمية يمدح فيها آل الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ومطلع هذه القصيدة قوله :
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب |
|
ولا لعبا منّي ، وذو الشّيب يلعب؟ |
وقد أنشد المؤلف بيت الشاهد في أوضحه (رقم ٢٦٢) وفي القطر (رقم ١٠٩) وابن عقيل (رقم ١٦٦) والأشموني (رقم ٤٤٨).
اللّغة : «طربت» الطرب : هزة تأخذ الإنسان عند حدوث أمر غريب ، «البيض» جمع بيضاء ، وأراد الحسان من النساء ، وقوله في بيت الشاهد «شيعة» هم الأنصار والأعوان ، «مذهب الحق» يروى في مكانه «مشعب الحق» والمراد الطريق الذي يعتقد أنه طريق الحق.
الإعراب : «ما» نافية «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «إلا» أداة استثناء ، «آل» مستثنى تقدم على المستثنى منه منصوب بالفتحة الظاهرة ، وآل مضاف و «أحمد» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل ، «شيعة» مبتدأ مؤخر ، وهذا هو المستثنى منه ، «وما» الواو عاطفة ، ما : نافية ، «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «إلا» أداة استثناء «مذهب» مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، ومذهب مضاف و «الحق» مضاف إليه «مذهب» مبتدأ مؤخر ، وهو المستثنى منه.
الشّاهد فيه : قوله «إلا آل أحمد» وقوله «إلا مذهب الحق» حيث نصب المستثنى في الموضعين ؛ لأنه متقدم على المستثنى منه ، وأصل نظم البيت : وما لي شيعة إلا آل أحمد ، وما لي مذهب إلا مذهب الحق.
وإنما لم يجز فيه إلا النصب على الاستثناء في هذا الموضع لأنه لو جاز فيه شيء آخر غير النصب على الاستثناء لكان هذا الشيء الآخر هو أن يكون بدلا من المستثنى منه ، ولا يجوز أن يتقدم البدل