١١٤ ـ يا أيّها الرّجل المعلّم غيره |
|
هلّا لنفسك كان ذا التّعليم |
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها |
|
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم |
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى |
|
بالقول منك وينفع التّعليم |
لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
______________________________________________________
جماعة من النحاة منهم سيبويه (ج ١ ص ٤٢٤) ونسبه للأخطل ، وذكر الأعلم في شرح شواهده أنه لأبي الأسود ، ومنهم الأشموني في باب إعراب الفعل ، والمؤلف في أوضحه (رقم ٤٩٩) وفي القطر (رقم ٢٣) وابن عقيل (رقم ٣٣٤) وقد نسبه أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (٢ / ٢٧٩) إلى المتوكل الليثي من أبيات ذكرها ، وأنشد ابن عبد ربه في العقد (٢ / ٣٠٠ اللجنة) البيت الرابع من هذه الأبيات ونسبه إلى المتوكل الليثي أيضا ، وذكر الرابع فالثاني (٢ / ٣١١ اللجنة) غير منسوبين إلى معين ، ووجد في بعض نسخ الشرح زيادة بيتين بعد البيت الأول ، وهما قوله :
تصف الدّواء لذي السّقام وذي الضّنى |
|
كيما يصحّ به وأنت سقيم |
وأراك تلقح بالرّشاد عقولنا |
|
أبدا ، وأنت من الرّشاد عديم |
وسينشد المؤلف هذه الأبيات مرة أخرى في باب نواصب المضارع للاستشهاد على انتصاب المضارع بأن مضمرة بعد واو المعية في جواب النهي.
الإعراب : «يا» حرف نداء «أيها» أي : منادى مبني على الضم في محل نصب ، وها : حرف تنبيه ، «الرجل» نعت لأي ، مرفوع بالضمة الظاهرة ، «المعلم» نعت للرجل ، وفيه ضمير مستتر هو فاعله ، لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله ، «غيره» غير : مفعول به للمعلم ، وغير مضاف وضمير الغائب مضاف إليه ، «هلا» أداة تحضيض ، «لنفسك» الجار والمجرور متعلق بكان ، ونفس مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه ، «كان» فعل ماض تام بمعنى حصل ، «ذا» اسم إشارة فاعل كان ، «التعليم» بدل من اسم الإشارة أو نعت له أو عطف بيان عليه ، ويجوز أن يكون قوله كان فعلا ناقصا واسم الإشارة اسمه ، والجار والمجرور المقدم متعلق بمحذوف خبره ، «ابدأ» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «بنفسك» الجار والمجرور متعلق بابدأ ، ونفس مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه ، «فانهها» الفاء عاطفة ، انه : فعل أمر ، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت هو فاعله ، وضمير الغائبة مفعول به ، «عن غيها» الجار والمجرور متعلق بانه ، وغي مضاف وضمير الغائبة العائد إلى النفس مضاف إليه ، «فإذا» الفاء عاطفة ، إذا : ظرفية تضمنت معنى الشرط ، «انتهت» انتهى : فعل ماض ، والتاء دالة على التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى النفس ؛ والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، «فأنت» الفاء واقعة في جواب