والكسائي ، والثالثة «أمين» بقصر الألف على وزن قدير وبصير ، قال :
٥٦ ـ * أمين فزاد الله ما بيننا بعدا*
وهذه اللّغة أفصح في القياس ، وأقلّ في الاستعمال (١) حتى إنّ بعضهم أنكرها ، قال صاحب الإكمال : حكى ثعلب القصر ، وأنكره غيره ، وقال : إنما جاء مقصورا في الشعر ، انتهى. وانعكس القول عن ثعلب على ابن قرقول فقال : أنكر ثعلب القصر إلا في الشعر وصححه غيره ، وقال صاحب التحرير في شرح مسلم : وقد قال جماعة إنّ القصر لم يجئ عن العرب ، وإن البيت إنما هو :
٥٦ ـ * فآمين زاد الله ما بيننا بعدا*
______________________________________________________
٥٦ ـ هذا عجز بيت من الطويل ، وصدره قوله :
* تباعد منّي فطحل إذ سألته*
ولم أقف له على نسبة إلى قائل معين.
اللّغة : «فطحل» ـ بضم الفاء وضم الحاء المهملة أو فتحها بينهما طاء مهملة ساكنة ـ وهو اسم رجل ، «سألته» يروى في مكانه «دعوته» يعني ليغيثني من المكروه.
الإعراب : «تباعد» فعل ماض ، «مني» جار ومجرور متعلق بتباعد ، «فطحل» فاعل تباعد ، «إذ» ظرف للزمان الماضي مبني على السكون في محل نصب عامله تباعد ، «سألته» فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها ، «أمين» اسم فعل أمر ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، «زاد» فعل ماض ، «الله» فاعل زاد ، «ما» اسم موصول مفعول أول لزاد ، مبني على السكون في محل نصب ، «بيننا» بين : ظرف مكان متعلق بمحذوف تقديره استقر ، يقع هو وفاعله جملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول وهو ما ، وبين مضاف وضمير المتكلم المتحدث عن نفسه وغيره مضاف إليه ، «بعدا» مفعول ثان لزاد.
الشّاهد فيه : قوله «أمين» حيث جاء به مقصورا أي بهمزة واحدة ليس بعدها ألف ، وهو مع ذلك مخفف الميم.
__________________
(١) أما أنها فصيحة في القياس فلأنها على وزن قد جاءت عليه ألفاظ عربية كثيرة بعضها قياسي وكثير منها سماعي ، في حين أن الممدودة جاءت على زنة لم يجئ عليها شيء من الألفاظ العربية ، ومن العلماء من جعل الأصل في العربية المقصورة ، وادعى أن الممدودة عبارة عن المقصورة مع إشباع حركة الهمزة ، كما قالوا «درهام ، وخاتام» وأصلهما درهم وخاتم.