سبب النزول :
نزول الآية (٥٢):
(بَلْ يُرِيدُ ..) : أخرج ابن المنذر عن السّدّي قال : قالوا : لئن كان محمد صلىاللهعليهوسلم صادقا ، فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنه من النار ، فنزلت : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً).
وفي رواية : أن أبا جهل وجماعة من قريش قالوا : يا محمد ، لن نؤمن بك حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء ، عنوانه ، من رب العالمين إلى فلان بن فلان ، ونؤمر فيه باتباعك (١).
المناسبة :
بعد أن توعد الله الكفار والعصاة ، وهددهم بأن النار إحدى الدواهي والبلايا العظام ، وأنذرهم بأن النجاة مربوطة بالعمل الصالح ، أكد المعنى المتقدم بأنه ليس لكل امرئ إلا جزاء عمله ، وأخبر أن أصحاب اليمين ناجون ، وأن المجرمين معذبون ، ووصف الحوار الدائر بين الفريقين لمعرفة سبب دخول الفريق الثاني نار جهنم.
التفسير والبيان :
(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) أي كل نفس مأخوذة بعملها ، مرتهنة به ، معتقلة بما قدمته من عمل يوم القيامة ، فإن كان خيرا خلّصها وأعتقها ، وإن كان شرّا أوبقها.
(إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) أي باستثناء المؤمنين الذين أعطوا كتبهم بأيمانهم ، فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم ، بل يطلق سراحهم بما أحسنوا من أعمالهم.
__________________
(١) التفسير الكبير للرازي : ٣٠ / ٢١٢ ، البحر المحيط : ٨ / ٣٨١