يضرّه. وعن محمّد بن حرب الهِلالي قلتُ لأعرابيّ : إنّي لك لوَادّ ، قال : إن لك في صدري لرائداً ، ودعَتْ لي امرأتُه وقد أتيتُها مسلّماً فقالتْ : عشّر الله خُطاك أي جعلها عشْر أمثالها. وأعشرْنا منذ لم نلتقِ أي أتت علينا عشرَةُ أيّام ، كما قالوا : أشهرْنا من الشّهر. وفي الحديث : «تسعة أعْشِراء الرّزق في التّجارة». وضرب في أعشاره ولم يرضَ بمِعشاره ؛ إذا أخذه كلّه من أعشار الجَزور والضرب فيها بسهام الميْسر. وعندي ثوب عُشاريّ أي عشر أذرعٍ. وقِدْرٌ أعشارٌ ، وقدور أعشارٌ وأعاشيرُ وهي العِظام التي تُشعَب لكِبرها عَشْرَ قِطع ، وكذلك جَفْنةٌ أكْسارٌ ، وجِفانٌ أكسارٌ وهي المَقاري الكبارُ المشَعَّبةُ. وهو عشيرك أي معاشرك : أيديكما وأمركما واحد. وزوجُ المرأةِ : عشيرُها.
عشش ـ «ليس هذا بعُشّكِ فادْرُجي» يقال لمن ينزل منزلاً لا يصلح له. واعتشّ الطائر وعشّش. وعشّش الخبزُ : تكرّج ، وعشّشه : تركه حتى تكرّج.
عشق ـ عدَّد العلومَ ثمّ قال : وكلٌّ محبوبٌ معشوق. واشتقاق العشق من العَشَقة وهي اللَّبْلاب لأنّه يلتوي على الشّجر ويَلزَمه.
عشو ـ «هو يَخبِطُ خَبْطَ عَشْوَاء» أي يخطئ ويصيب كالنّاقة التي في عينها سوء إذا خبطت بيدها ؛ قال زهير :
رأيتُ المَنايا خبطَ عشواء من تُصب |
|
تُمته ومَن تخطئ يُعمَّر فيَهْرَمِ |
وإنّهم لفي عَشْواء من أمرهم أي في حَيْرة وقِلّة هِدايةٍ. والعشْواء والعَشْوة : الظُّلمة. يقال : لقيتُه في عشوة العتَمَة وفي عشوة السَّحَر ، وركب فلانٌ عُشوة وعَشوة وعِشوة : باشر أمراً على غير بيان. وأوطأه عِشْوة : حمله على أمر غير رشيدٍ. وهو يتعاشى عن كذا ويتعامى عنه. و «العاشِيَة تهيج الآبية» أي المُتَعَشية. وفي الحديث : «ما من عاشيةٍ أدومَ أنَقاً ولا أبطأ شِبَعاً من عاشيَةِ عِلمٍ». الأنَق : الإعجاب بالشيء. و «عشِ رويداً وضحِّ رويداً» : أمر برعي الإبل عَشِيّاً وضُحًى على سبيل الأناة والرّفق ثمّ سار مثلاً في الأمر بالرّفق في كلّ شيء.
عصب ـ «فلان لا تُعْصَب سَلَماتُه» أي لا يُقهر ؛ قال الكميت :
ولا سَمُراتي يبتغيهن عاضِدٌ |
|
ولا سلَماتي في بَجيلةَ تُعصَبُ |
وفلان معصوب الخَلْق : مطويّه مكتنز اللّحم. ومثلي لا يدِرّ بالعِصاب أي لا يُعطي بالقَهر والغَلَبَة : من النّاقة العَصوب وهي التي لا تدرّ حتى تُعْصَبَ فخِذاها. وفلان خِوانه منصوب وجاره معصوب ؛ أي جائع قد عَصَب بطنَه ، ويقال له : عاصب. وورد عليّ من فلان معصوب أي كتاب لأنّه يُعصب بخيط ؛ أنشد ابن الأعرابيّ :
أتاني عن أبي هَرِمٍ وعيدٌ |
|
ومعصوبٌ تَخُبُّ به الرّكابُ |
ويقال : شدّ رأسه بعِصابة وغيره بعِصابٍ. والملك المُعتصِب والمعصَّب : المتوَّج ، ويقال للتّاج والعمامة : العِصابة ، وكانوا إذا سوّدوه عصّبوه فجرى التعصيب مجرى التسويد. وعصّبه بالسيف : مثل عمّمه به ؛ قال ذو الرّمّة :
ونحنُ انتزَعنا من شُمَيْطٍ حياتَهُ |
|
جِهاراً وعَصّبنا شُتَيْراً بمنْصُلِ |
وعليهم أردية العَصْب وهو ضرب من البُرُود يُعصبُ غزْلُه ثمّ يُصبغ ثمّ يُحاك ؛ قال الفرزدق :
إذا العَصبُ أمسى في السّماء كأنّهُ |
|
سَدا أُرْجُوانٍ واستَقَلّتْ عَبورُها |
جعل السّحابَ الأحمرَ هو العصْبَ بعينه وبذاته إيغالاً في الاستعارة حتى شبّهه بسَدَا الأرجوان غير فارقٍ بين أن يقول كأنّ السّحاب الأحمر سَدَا أرجوان وبين ما قاله وهذا باب من علم البيان حسَنٌ بليغ. وعصَب القومُ بفلان : أحاطوا به. ووجدتُهم عاصبين به ، ومنه العَصَبة. وهذا يوم عصِيب وعَصَبْصَب ، وقد اعصَوصب يومُنا. واعصوصب القومُ ؛ قال العجّاج :
مِن أن رأيتَ صاحبيكَ أكأبَا |
|
من عرَصاتِ الدّارِ أمسَتْ قُوَبَا |
ومَبرِك الجامِلِ حيثُ اعصَوْصَبَا |