للكوفيين عطفه على الكاف واللام في (لَكُمْ) لأنه لا يجوز العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار.
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) إن بمعنى «ما» و (مِنْ) زائدة ، و (شَيْءٍ) في موضع رفع مبتدأ ، و (عِنْدَنا) خبر المبتدأ ، و (خَزائِنُهُ) مرفوع بالظرف وهو (عِنْدَنا) لوقوعه خبرا للمبتدأ ، وتقديره : وما شيء إلا عندنا خزائنه. ودخول (إِلَّا) أبطل عمل (إِنْ) على لغة من يعملها.
(لَواقِحَ) إما جمع لاقحة ، أي حوامل بالسحاب ؛ لأنها تسوقه ، وإما أصله ملاقح ، لكن أتى به على حذف الزوائد.
البلاغة :
(عِنْدَنا خَزائِنُهُ) استعارة تخييلية وتمثيل لكمال قدرته ، شبه قدرته تعالى على كل شيء بالخزائن المودع فيها الأشياء ، ويخرج منها كل شيء على وفق حكمته.
(نُحْيِي وَنُمِيتُ الْمُسْتَقْدِمِينَ) و (الْمُسْتَأْخِرِينَ) بين كل طباق.
(خَزائِنُهُ) و (بِخازِنِينَ) بينهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(بُرُوجاً) البروج : القصور والمنازل ، وأصل البروج : الظهور ، يقال : تبرجت المرأة : إذا أظهرت زينتها ، والمراد هنا النجوم العظام ونجوم البروج الاثني عشر المعروفة أي منازل الشمس والقمر والكواكب السيّارة الأخرى ، وهي اثنا عشر برجا مختلفة الهيئات والخواص ، على ما دل عليه الرصد والتجربة ، مع بساطة السماء ، وأسماء هذه البروج : الحمل ، الثور ، الجوزاء ، والسّرطان ، والأسد ، والسّنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدّلو ، والحوت. والعرب تعدّ معرفة مواقع النجوم وأبوابها من أجلّ العلوم ، ويستدلون بها على الطرقات والأوقات والخصب والجدب.
وبرج المريخ : الحمل والعقرب ، والزّهرة : لها الثور والميزان ، وعطارد : له الجوزاء والسّنبلة ، والقمر : له السرطان ، والشمس لها : الأسد ، والمشتري له : القوس والحوت ، وزحل له : الجدي والدلو.
(وَزَيَّنَّاها) أي السماء بالكواكب (لِلنَّاظِرِينَ) المفكرين المعتبرين ، المستدلين بها على قدرة مبدعها وتوحيد صانعها (وَحَفِظْناها) منعناها بالشهب (رَجِيمٍ) مرجوم بالحجارة (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ) لكن من أخذ الشيء خفية أو خطفة ، شبه خطفتهم اليسيرة من الملأ الأعلى بالسرقة. واسترق السمع : تسمّعه بخفة وحذر (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) كوكب يضيء ويحرقه ، أو شعلة ساطعة