أوقات كثيرة ؛ لأن (رُبَما) وإن كانت تستعمل في الأصل للقليل ، إلا أنها قد تستعمل في الكثير ، ومن عادة العرب أنهم إذا ذكروا التكثير ، ذكروا لفظا وضع للتقليل ، ثم إن هذا التقليل أبلغ في التهديد.
٣ ـ يهتم الكفار عادة بالماديات ، فتراهم منغمسين في الشهوات والأهواء واللذات ، معتمدين على الآمال المعسولة ، مغتّرين بالأماني الزائفة ، منشغلين بالدنيا عن الطاعة والعمل للآخرة. وقد هددهم الله بتركهم في مآكلهم ومتعهم ، وحذرهم من عاقبة صنيعهم.
والآية تدل على أن إيثار التلذذ والتنعم وما يؤدي إليه طول الأمل ليس من شأن أخلاق المؤمنين.
وورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة في ذم الأمل مطلقا ، منها ما رواه أحمد والشيخان والنسائي عن أنس رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يهرم ابن آدم ، ويبقى معه اثنتان: الحرص والأمل» وفي مسند البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أربعة من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا».
وروى أحمد والطبراني والبيهقي عن عمرو بن شعيب مرفوعا قال : «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ، ويهلك آخرها بالبخل والأمل».
٤ ـ لا ظلم في إهلاك الأمم الكافرة المكذّبة للرسل ، وإنما هلاكها بسبب جحودها وكفرها وتكذيبها بآيات الله ورسله.
٥ ـ إن هلاك الأمم ليس عشوائيا ولا كيفيا حسب رغبات الناس ، وإنما هو مقدر بتاريخ معين ، ومقرر في أجل محدد ، لا تأخير فيه ولا تقديم.