٢ ـ الأمر بالتقوى بامتثال الأوامر الإلهية واجتناب النواهي عام لجميع الأمم. قال بعض العارفين عن آية (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ ..) : هذه الآية هي رحى آي القرآن ؛ لأن جميعه يدور عليها.
٣ ـ الله تعالى لا تضره معصية العباد وكفرهم ، ولا تنفعه طاعتهم وإيمانهم. ولقد كرر قوله : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) في الآية (١٣١) مرتين ، ثم في الآية (١٣٢) : إما تأكيدا ، ليتنبه العباد وينظروا ما في ملكوته وملكه ، وأنه غني عن العالمين ، أو كرره لفوائد : فأخبر أولا أن الله تعالى يغني كلا من سعته (رزقه) ؛ لأن له ما في السموات وما في الأرض ، فلا تنفد خزائنه. ثم قال ثانيا : أوصيناكم وأهل الكتاب بالتقوى ، وإن تكفروا فإنه غني عنكم ؛ لأن له ما في السموات وما في الأرض. ثم أعلم ثالثا بحفظ خلقه وتدبيره إياهم بقوله : (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) لأن له ما في السموات وما في الأرض. وقال : (ما فِي السَّماواتِ) ولم يقل : من في السموات ؛ لأنه ذهب به مذهب الجنس ، وفي السموات والأرض من يعقل ومن لا يعقل.
والخلاصة : كان التكرار لترسيخ الاعتقاد بأن كل شيء من سعة الله ، وللإعلان عن غنى الله المطلق فلا يتضرر بكفر العباد ، ولبيان قيام الله بحفظ خلقه وتدبيره إياهم.
٤ ـ لله المشيئة المطلقة والقدرة الكاملة في إذهاب المشركين والمنافقين وكل العصاة ، والإتيان بآخرين هم أطوع لله من الموجودين. وفي الآية : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) تخويف وتنبيه لجميع من كانت له ولاية وإمارة ورياسة ، فلا يعدل في رعيته ، أو كان عالما فلا يعمل بعلمه ، ولا ينصح الناس ، من أن يذهبه ويأتي بغيره.
والقدرة صفة أزلية لله تعالى ، لا تتناهى مقدوراته ، كما لا تتناهى