البلاغة :
(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ..) استعارة ، أستعير التقلب للضرب في الأرض بقصد التجارة وجلب المكاسب.
المفردات اللغوية :
(لا يَغُرَّنَّكَ) لا يخدعنك ظاهرهم من غير امتحان (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا) تصرفهم في التجارات والمكاسب في البلاد (مَتاعٌ قَلِيلٌ) أي شيء يتمتع به صاحبه تمتعا يسيرا في الدنيا ، ثم يفنى ويزول ، ووصف بالقلة ؛ لأنه قصير الأمد زائل ، وكل زائل قليل (مَأْواهُمْ) مصيرهم (جَهَنَّمُ) اسم لدار الجزاء للكفار في الآخرة (وَبِئْسَ الْمِهادُ) الفراش هي ، و (الْمِهادُ) : المكان الممهد الموطأ كالفراش ، والمراد به جهنم ، وسميت مهادا تهكما (نُزُلاً) هو ما أعد للضيف من الزاد وغيره (لِلْأَبْرارِ) جمع بارّ وهو التقي المبالغ في التقوى والبر ، أي ما عند الله من الثواب خير للصلحاء من متاع الدنيا.
(خاشِعِينَ) خاضعين (لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) لا يستبدلون بما عندهم في التوراة والإنجيل من بعثة النبي عوضا من الدنيا (اصْبِرُوا) احبسوا أنفسكم عن الجزع مما ينالها ، وعلى امتثال التكاليف الدينية (وَصابِرُوا) اسبقوا الكفار في الصبر على شدائد الحرب ، فلا يكونوا أشد صبرا منكم. (وَرابِطُوا) أي أقيموا في الثغور للجهاد ، مترصدين لغزو العدو ومحصنين لها (وَاتَّقُوا اللهَ) أبعدوا أنفسكم عن غضب الله وسخطه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) لتفلحوا أو راجين الفلاح : وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار والظفر بالأمل المقصود من العمل.
سبب النزول :
نزول الآية (١٩٦):
(لا يَغُرَّنَّكَ) : نزلت في مشركي مكة ، فإنهم كانوا في رخاء ولين من العيش ، وكانوا يتجرون ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما نرى من الخير ، وقد هلكنا من الجوع والجهد ، فنزلت الآية.
نزول الآية (١٩٩):
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ) : روى النسائي عن أنس قال : لما جاء نعى النجاشي