يَمْسَسْهُمْ) من قتل أو جرح. (إِنَّما ذلِكُمُ) أي القائل لكم المثبط : إن الناس. (الشَّيْطانُ) المراد بالشيطان نعيم بن مسعود أو أبو سفيان. ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف بمعنى : إن ذلكم قول الشيطان أي قول إبليس لعنه الله ، وهو الأولى.
(يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) يخوفكم أنصاره من المشركين ، وهم أبو سفيان وأصحابه. (وَخافُونِ) في ترك أمري. (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) حقا.
سبب النزول :
نزول الآية (١٦٩):
(وَلا تَحْسَبَنَ) : روى أحمد وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا ، لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عن الحرب ، فقال الله : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل هذه الآية : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا) الآية وما بعدها ، وروى الترمذي عن جابر نحوه.
نزول الآية (١٧٢):
(الَّذِينَ اسْتَجابُوا) : أخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال : إن الله قذف في قلب أبي سفيان الرعب بعد الذي كان منه يوم أحد ، فرجع إلى مكة ، فقال النبيصلىاللهعليهوسلم : إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا ، وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب ، وكانت وقعة أحد في شوال ، وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة ، فينزلون ببدر الصغرى ، وإنهم قدموا بعد وقعة أحد ، وكان أصاب المؤمنين القرح ، واشتكوا ذلك ، فندب النبي صلىاللهعليهوسلم الناس ، لينطلقوا معه ، فجاء الشيطان فخوف أولياءه ، فقال : إن الناس قد جمعوا لكم ، فأبي عليه الناس أن يتبعوه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :