٨ ـ وعن علي بن أبي رافع ، قال : كنت
على بيت مال علي بن أبي طالب وكاتبه ، فكان في بيت ماله عقد لؤلؤ كان أصابه يوم
البصرة فأرسلت إلى بنت علي بن أبي طالب فقالت لي : إنه قد بلغني أن في بيت مال
أمير المؤمنين عقد لؤلؤ ، وهو في يدك وأنا أحب أن تعيرنيه أتجمل به في يوم الأضحى
، فأرسلت إليها : عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيام يا بنت أمير المؤمنين ،
فقالت : نعم عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيام فدفعته إليها وإذا أمير المؤمنين
رآه عليها فعرفه. فقال لها : من أين جاء إليك هذا العقد ، فقالت : استعرته من ابي
رافع خازن مال أمير المؤمنين لأتزين به في العيد ثم أرده ، فبعث إلي أمير المؤمنين
فجئته فقال لي : أتخون المسلمين يا ابن أبي رافع ، فقلت معاذ الله أن أخون
المسلمين ، فقال : كيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين
بغير إذني ورضاهم ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنه بنتك وسألتني أن أعيرها تتزين به ،
فأعرتها إياه عارية مضمونه مردودة عل أن ترده سالما إلى موضعه فقال : رده من يومك
وإياك أن تعود إلى مثله فتنالك عقوبتي إلى مثله ثم قال ويل لابنتي لو كانت أخذت
العقد على غير عارية مردودة مضمونه لكانت إذن هاشمية قطعت يدها في سرقة. فبلغت
مقالته ابنته فقالت له يا أمير المؤمنين أنا ابنتك وبضعة منك فمن أحق بلبسه مني
فقال لها : يا بنت ابن أبي طالب لا تذهبي بنفسك عن الحق أكل نساء المهاجرين
والانصار يتزين في مثل العيد بمثل هذا فقبضته منها ورددته إلى موضعه.
٩ ـ ووصف علي رضياللهعنه الدنيا وقد سئل ذلك فقال.
وما آصف لك من دار أولها عناء وآخرها
فناء ، من صح فيها أمن ومن سقم فيها ندم ومن افتقر فيها حزن ومن استغنى فتن ،
حلالها حساب وحرامها عذاب .
وراجع وصف علي رضياللهعنه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
__________________