(آياتٌ) الثانية فقط بكسر التاء على أنه حال متعدد من اختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق وتصريف الرياح ، والسحاب.
(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦))
يجوز أن تكون الإشارة وبيانها بآيات الله إشارة إلى الآيات المذكورة في قوله (لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الجاثية : ٣] وقوله : (آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الجاثية : ٤] وقوله : (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية : ٥].
وإضافتها إلى اسم الجلالة لأن خالقها على تلك الصفات التي كانت لها آيات للمستنصرين.
وجملة (نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) في موضع الحال من (آياتُ اللهِ) والعامل في اسم الإشارة من معنى الفعل على نحو قوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) [هود : ٧٢].
والتلاوة : القراءة. ومعنى كون الآيات متلوة أنّ في ألفاظ القرآن المتلوة دلالة عليها فاستعمال فعل (نتلو) مجاز عقلي لأن المتلو ما يدل عليها.
ويجوز أن تكون الإشارة إلى حاضر في الذهن غير مذكور لما دل عليه قوله : (الْكِتابِ) [الجاثية : ٢] أي تلك آيات الله المنزلة في القرآن ، فيكون استعمال فعل (نَتْلُوها) في حقيقته.
وإسناد التلاوة إلى الله مجاز عقلي أيضا لأن الله موجد القرآن المتلو الدال على تلك الآيات.
وقوله : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) ، و (بَعْدَ) هنا بمعنى (دون). فالمعنى : فبأي حديث دون الله وآياته ، وتقدم قوله تعالى : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) في سورة الشورى [٤٤] ، وفي الأعراف [١٨٥] (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ). والاستفهام في قوله : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) مستعمل في التأييس والتعجيب كقول الأعشى :
فمن أيّ ما تأتي الحوادث أفرق
وإضافة (بَعْدَ) إلى اسم الجلالة على تقدير مضاف دل عليه ما تقدم من قوله : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) ، والتقدير : بعد حديث الله ، أي بعد سماعه ، كقول النابغة :
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي |
|
على وعل في ذي المطارة عاقل |