٢٠]. تقديره : أعثرنا أهل المدينة عليهم.
وضمير (لِيَعْلَمُوا) عائد إلى المفعول المحذوف المقدر لأن المقدر كالمذكور.
ووعد الله هو إحياء الموتى للبعث. وأما علمهم بأن الساعة لا ريب فيها ، أي ساعة الحشر ، فهو إن صار علمهم بذلك عن مشاهدة تزول بها خواطر الخفاء التي تعتري المؤمن في اعتقاده حين لا يتصور كيفية العقائد السمعية وما هو بريب في العلم ولكنه في الكيفية ، وهو الوارد فيه أنه لا يخطر إلا لصديق ولا يدوم إلا عند زنديق.
(إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ)
الظرف متعلق ب (أَعْثَرْنا) ، أي أعثرنا عليهم حين تنازعوا أمرهم. وصيغ ذلك بصيغة الظرفية للدلالة على اتصال التنازع في أمر أهل الكهف بالعثور عليهم بحيث تبادروا إلى الخوض في كرامة يجعلونها لهم. وهذا إدماج لذكر نزاع جرى بين الذين اعتدوا عليهم في أمور شتى جمعها قوله تعالى : (أَمْرَهُمْ) فضمير (يَتَنازَعُونَ) و (بَيْنَهُمْ) عائدان إلى ما عاد الله ضمير (لِيَعْلَمُوا).
وضمير (أَمْرَهُمْ) يجوز أن يعود إلى أصحاب الكهف. والأمر هنا بمعنى الشأن.
والتنازع : الجدال القوي ، أي يتنازع أهل المدينة بينهم شأن أهل الكهف ، مثل : أكانوا نياما أم أمواتا ، وأ يبقون أحياء أم يموتون ، وأ يبقون في ذلك الكهف أم يرجعون إلى سكنى المدينة ، وفي مدة مكثهم.
ويجوز أن يكون ضمير (أَمْرَهُمْ) عائدا إلى ما عاد عليه ضمير (يَتَنازَعُونَ) ، أي شأنهم فيما يفعلونه بهم.
والإتيان بالمضارع لاستحضار حالة التنازع.
(فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)
طوي هنا وصف العثور عليهم ، وذكر عودهم إلى الكهف لعدم تعلق الغرض بذكره ، إذ ليس موضع عبرة لأن المصير إلى مرقدهم وطرو الموت عليهم شأن معتاد لكل حي.
وتفريع (فَقالُوا) على (يَتَنازَعُونَ).