منع اسمه من الصرف إذ لم يكن من عرب الحجاز ونجد ؛ لأنّ العرب اعتبرت القبائل البعيدة عنها عجما ، وإن كان أصلهم عربيا ، ولذلك منعوا ثمود من الصرف إذ سكنوا الحجر.
ويونس هو ابن متّى من سبط زبولون من بني إسرائيل ، بعثه الله إلى أهل نينوى عاصمة الأشوريين ، بعد خراب بيت المقدس ، وذلك في حدود القرن الحادي عشر قبل الهجرة.
وهارون أخو موسى بن عمران توفّي سنة ١٩٧٢ قبل الهجرة وهو رسول مع موسى إلى بني إسرائيل.
وسليمان هو ابن داود. كان نبيّا حاكما بالتّوراة وملكا عظيما. توفّي سنة ١٥٩٧ قبل الهجرة. وممّا أوحى الله به إليه ما تضمّنه كتاب «الجامعة» وكتاب «الأمثال من الحكمة والمواعظ» ، وهي منسوبة إلى سليمان ولم يقل فيها إنّ الله أوحاها إليه ؛ فعلمنا أنّها كانت موحى بمعانيها دون لفظها.
وداود أبو سليمان هو داود بن يسي ، توفّي سنة ١٦٢٦ قبل الهجرة ، بعثه الله لنصر بني إسرائيل. وأنزل عليه كتابا فيه مواعظ وأمثال ، كان بنو إسرائيل يترنّمون بفصوله ، وهو المسمّى بالزبور. وهو مصدر على وزن فعول مثل قبول. ويقال فيه : زبور ـ بضم الزاي ـ أي مصدرا مثل الشّكور ، ومعناه الكتابة ويسمّى المكتوب زبورا فيجمع على الزّبر ، قال تعالى : (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) [آل عمران : ١٨٤]. وقد صار علما بالغلبة في لغة العرب على كتاب داود النبي ، وهو أحد أسفار الكتاب المقدّس عند اليهود.
وعطفت جملة (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) على (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ). ولم يعطف اسم داود على بقيّة الأسماء المذكورة قبله للإيماء إلى أنّ الزبور موحى بأن يكون كتابا.
وقرأ الجمهور (زَبُوراً) ـ بفتح الزاي ـ ، وقرأه حمزة وخلف ـ بضمّ الزاي ـ.
وقوله : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) يعني في آي القرآن مثل : هود ، وصالح ، وشعيب ، وزكرياء ، ويحيى ، وإلياس ، واليسع ، ولوط ، وتبّع. ومعنى قوله : (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) لم يذكرهم الله تعالى في القرآن ، فمنهم من لم يرد ذكره في السنّة : مثل حنظلة بن صفوان نبيء أصحاب الرسّ ، ومثل بعض حكماء اليونان عند بعض علماء الحكمة. قال السهروردي في «حكمة الإشراق» : «منهم أهل السفارة». ومنهم من