ومنها :
نطوّف ما نطوّف ثمّ يأوي |
|
ذوو الأموال منّا والعديم |
إلى حفر أسافلهنّ جوف |
|
وأعلاهنّ صفّاح مقيم |
وقال في الأغاني (١) : أخبرني ابن دريد : حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال : كان البرج بن الجلاء بن الطائي (٢) خليلا للحصين بن الحمام ونديمه على الشراب ، وفيه يقول البرج : وذكر الأبيات. ولم يذكر ما يدل على إسلام البرج ، بل ذكر أنه وقع على أخت له وهو سكران فافتضها ، فلما أفاق ندم واستكتم ذلك قومه ، ثم أنه وقع بينه وبين الحصين فعيره بذلك في أبيات ، وجرت بينهما الحرب فأسره الحصين ثم منّ عليه لتقدم صداقته ، فلحق ببلاد الروم فلم يعرف له خبر الى الآن. وقال ابن الكلبي : بل شرب الخمر صرفا حتى قتلته ، ثم ذكر عن أبي عبيدة أن الحصين بن الحمام أدرك الاسلام.
الواو : واورب. وندمان : النديم ، وهو من ينادم على الشراب. ويزيد الكأس طيبا : أي يحسن عشرته. وتغوّرت النجوم ، ويروى : تعرّضت ، أي أبدت عرضها للمغيب. ووقعت برأسه : نبهته من منامه (٣) ، وأزالت عنه ما كان يداخله من الغم. يلوم اللائمين إياه على معاطاة الشراب ، فان سقيته ، معرقة ، أي صرفا من الخمر ، وهي القليلة المزاج. يقال : تعرّقت الخمر إذا مزجتها. وأعرقه الساقي : سقاه معرقا. نطوّف ما نطوّف : أي مدة تطوافنا : أي يكثر الواحد منا الطواف على اللذات والبطالات ، وليس مآل الجميع الغنيّ منا والفقير ، إلا إلى حفر ، يعني القبور. ثم وصفها بأنها جوف الأسافل للحودها ، وأن أعاليها ، نصبت عليها حجارة كالسقوف لها ، وهي دائمة على هذه أبدا. وقوله : نطوف ... البيتين ، أوردهما المصنف في الباب
__________________
(١) ١٤ / ١٢ (الثقافة).
(٢) كذا بالاصل ، وفي الاغاني : (ابن حلاس الطائي).
(٣) كذا ، والبيت بالاصل برواية (دفعت) وفي الاغاني والحماسة (رفعت) كما أشرنا أعلاه.