بابُ الواو والياء
قال الجوهرىّ : جميع ما فى هذا الباب من الألف إمّا أن تكون منقلبة من واوٍ مثل دَعَا ، أو من ياءٍ مثل رَمَى ، وكلُّ ما فيه من الهمزة فهى مُبَدَلَةٌ من الياء أو من الواو. ونحو القضاء أصله قَضَاىٌ ، لأنَّه من قَضَيْتُ ؛ ونحو العزاء أصله عَزَاوٌ لأنّه من عَزَوْتُ.
ونحن نشير فى الواو والياء إلى أصولهما ، إنْ شاء الله تعالى.
فصل الألف
أبا
الأَبَاءُ بالفتح والمد : القَصَبُ ، الواحدة أَبَاءَةٌ. ويقال هو أَجَمةُ الحَلْفَاء والقصَب خاصّةً.
قال الشاعر (١) :
مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ |
|
بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ (٢) |
والإبَاءُ بالكسر : مصدر قولك : أَبَى فلانٌ يَأْبَى بالفتح فيهما ، مع خُلُوٍّ من حروف الحلْق ، وهو شاذٌّ ، أى امتنع ، فهو آبٍ وأَبِىٌ وأَبَيَانٌ بالتحريك. قال الشاعر (٣) :
وقَبْلَكَ ما هَابَ الرجالُ ظُلَامَتِى |
|
وفَقَّأْتُ عينَ الأَشْوَسِ الأَبَيَانِ |
وتَأَبَّى عليه ، أى امتنع.
وأَبَى فلانٌ الماءَ ، وآبَيْتُهُ الماءَ. قال الشاعر (٤) :
قد أُوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فهى صَادِيَةٌ (٥) |
|
مهما تُصِبْ أُفُقاً من بَارِقٍ تَشِمِ |
وعَنْزٌ أبْوَاءُ. وقد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبًى. وتَيْسٌ آبَى بَيِّنُ الأُبَاءِ ، إذا شمّ بَوْلَ الأَرَوى فمرِض منه. قال الشاعر :
__________________
(١) كعب بن مالك الأنصارى يوم حفر الخندق.
(٢) بعده :
فليأت مأسدة تسن سيوفها |
|
بين المذاد وبين جزع الخندق |
(٣) أبو المُجَشِّر ، جاهلى.
(٤) ساعدة بن جؤية.
(٥) فى المطبوعة الأولى : «صادية» صوابه فى المخطوطة واللسان.