وأمر فكالوهم ، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم قوم تجار ، فقالوا لهم :كيف أخذتم؟ فقالوا : كذا بكذا وأضعفوا الثمن قال : وقدموا أولئك على يوسف فقالوا : بعناه فقال : اشتروا كيف تأخذون؟ قالوا : بعنا كما بعت كذا بكذا ، فقال : ما هو كما يقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا : كيف أخذتم؟ فقالوا : كذا بكذا ، وأضعفوا الثمن ، قال : فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا : اذهبوا بنا حتى نشتري ، قال : فذهبوا الى يوسف فقالوا : بعنا ، فقال : اشتروا فقالوا : بعنا كما بعت ، فقال : وكيف بعت؟ قالوا : كذا بكذا ، فقال ما هو كذلك ولكن خذوا ، قال : فأخذوا ورجعوا الى المدينة وأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم : تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء ، قال : فذهبوا الى يوسف فقالوا له : بعنا ، فقال : اشتروا فقالوا : بعنا كما بعت ، قال : وكيف بعت؟ قالوا : كذا بكذا بالحط من السعر الاول ، فقال : ما هو هكذا ولكن خذوا فأخذوا وذهبوا الى المدينة ، فلقيهم الناس فسألوهم : بكم اشتريتم؟ فقالوا : كذا بكذا بنصف الحط الاول ، فقال الآخرون : اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا الى يوسف فقالوا : بعنا فقال اشتروا فقالوا : بعنا كما بعت ، فقال : وكيف بعت؟ فقالوا : بكذا وكذا بالحط من النصف ، فقال : ما هو كما يقولون ولكن خذوا ، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر الى الأمر الاول كما أراد الله.
١٠٧ ـ في مجمع البيان في كتاب النبوة بالإسناد عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن بنت الياس قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن ، فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم الا صار في ملكية يوسف (١) وباعهم في السنة الثانية بالحلى والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جوهر الا صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى
__________________
(١) وفي المصدر «مملكة يوسف» بدل «ملكية يوسف» في الجميع.