يعاقيب ركض في الربود سوابح |
|
يماثلها لولا الوكون اليعاقيب (١) |
فأشربه كأس المنية أحوس |
|
من الدم طعيم وللدم شريب (٢) |
إذا رامه المقدار أو رام عكسه |
|
فللقرب تبعيد وللبعد تقريب (٣) |
فلم أر دهرا يقتل الدهر قبلها |
|
ولا حتف عضب وهو بالحتف معضوب(٤) |
__________________
١ ـ الركض هنا العدو وليس باصل لان الركض ضرب الفرس بالرجل لتعدو والربود جمع ربد وهو الراقي من الجبل. والسوابح جمع سابحة وهو الفرس الجيد العدو وسبح الفرس عدا. والوكون جمع وكن وهو عش الطائر في الجبل أو في الجدار واليعاقيب جمع يعقوب وهو ذكر الحجل جعل الخيل لقوتها تعدو على الجبال فكأنها تطير وجعلها اصلا في الطيران وجعل اليعاقيب فرعا عليها في المماثلة لولا انهم ذوات اعشاش واما قوله يعاقيب ، فجاء في اللسان : اليعاقيب من الخيل سميت بذلك تشبيها بيعاقيب الحجل أو العقبان ، والمعنى بهذا ظاهر.
٢ ـ اشربه اي سقاه والهاء لمرحب. والاحوس الذي لا يهوله شيء والمراد به امير المؤمنين وطعيم وشريب من ابنية المبالغة واستعار لفظهما لعلي لكثرة جهاده وسفكه الدماء في سبيل الله حتى كأن الدم طعامه وماءه اللذين بهما قوام الحياة.
٣ ـ الهاء في رامه يعود إلى الاحوس وفي عكسه إلى المقدار اي إذا طلبة بسوء أو طلب هو عكس المقدار فلقرب مطلب المقدار تبعيد ولبعد عكس المقدار تقريب منه والمعنى يحكم على المقدار ولا يحكم المقدار عليه ، والمقدار هو ما يقضيه الله تعالى ويقدره على العبد ولا اشكال في ذلك لانه انما يدفع قضاء الله بالاستعانة به والتوكل عليه وبافعال الخير التي هي سبب لدفع محذور القضاء كما جاء في دعاء مولانا العسكري ( يامن يرد باللطف والصدقة والدعاء عن عنان السماء ما حتم وابرم من سوء القضاء. )
٤ ـ الضمير في قلبها يعود إلى الوقعة. والعضب السيف القاطع والمعضوب المكسور