الإحساس بها .
والحق أن تكيّف الهواء بالضوء في الجملة
مما لا ينبغي أن يرتاب فيه فارادته عليهالسلام
بالظُلم الأهوية المظلمة لا مانع منه.
ويجوز أن يريد عليهالسلام بالظُلَم الأجسام المظلمة سوى الهواء ،
وهذا أحسن ؛ لاستغنائه عن تجشم الاستدلال على قبول الهواء للضوء ، وسلامته عن ثبوت
الخلاف ، والله أعلم.
إكمال
:
يمكن أن يكون مراده عليهالسلام بتنوير الظلم إعدامها ، بإحداث الضوء
في محالّها ، وهذا يبتني على القول بأن الظُلمه كيفية وجودية ، كما ذهب إليه جماعة
، وهذا الرأي وان كان الأكثر على بطلانه إلا أنّ دلائلهم على بطلانه ليست بتلك
القوة ، فهو باق على أصل الإمكان إلى أن يذود عنه قاطع البرهان ، فلو جوّز مجوّز
احتمال كونه أحد محامل كلامه عليهالسلام
لم يكن في ذلك حرج.
وأجود
تلك الدلائل ما ذكروا من : أنّ الظلمة لو كانت كيفية وجودية لكانت مانعة للجالس في
الغار المظلم من رؤية من هو في هواء مضيء خارج الغار ، كما هي مانعة له من إبصار
من هو في الغار ، وذلك للقطع بعدم الفرق في الحائل المانع من الإبصار بين أن يكون
محيطا بالرائي أو بالمرئي أو متوسطاً بينهما.
وربما
منع ذلك بأنها ليست بمانعة ، بل إحاطة الضوء بالمرئي شرط للرؤية ، وهو منتف في
الغار ر [١٨ / أ] ، أو يقال : العائق عن الرؤية هو الظلمة المحيطة بالمرئي لا الظلمة المحيطة
بالرائي ، أو الظلمة مطلقاً.
وليس ذلك بأبعد مما يقال : شرط الرؤية
هو الضوء المحيط بالمرئي ، لا