ليس الوجود جوهراً
ولا عرض
|
|
عند اعتبار ذاته بل
بالعرض
|
( وَبِسُلْطَانِكَ الذي عَلا كُلَّ شَيء )
السلطان : الحجّة والبرهان. وقوله تعالىٰ : ( وَنَجْعَلُ لَكُمَا
سُلْطَانًا ) يجوز أن يكون بمعنىٰ الغلبة والتسليط ، ويحتمل أن يكون بمعنىٰ الحجّة ، أي
يجعل لكم حجّة وبرهاناً. والسلطنة : القوة والغلبة.
علا يعلو : ارتفع
وتفوّق ، وفاق.
وفي القاموس : « السلطان
: الحجّة ، وقدرة الملك ـ ويضم لامه ـ والوالي » .
وهاهنا بجميع معانيه
صادق عليه تعالىٰ ؛ لأنّ حجّته وبرهانه وسلطنته وغلبته وكذا قدرته وتوليته علت وفاقت علىٰ جميع الأشياء.
ثم إنّ من حججه
وبراهينه خلفاءه تعالىٰ في أرضه ، وأمناءه في بلاده الذين افتتحت منهم الباديات ، واختتمت بهم العائدات ، كما ورد : ( بكم فتح الله وبكم يختم ) . فإنّه لمّا كان مقامهم بحسب الروحانية مقام العقول الكلّية ـ
وهي وسائط جوده تعالىٰ بحسب النزول ، وروابط الحوادث بالقديم بحسب الصعود ـ كان افتتاح
الفيض منهم واختتامه بهم.
فهم عليهمالسلام ـ بشراشر وجودهم ـ حجج الله تعالىٰ علىٰ عباده ، التي
لا تعلوها حجّة سوىٰ ذاته تعالىٰ ؛ إذ عقولهم الصحيحة الكافية المستكفية حجج
علىٰ العقول ، ونفوسهم المطمئنة المعلّمة حجج علىٰ النفوس ، وأقوالهم الشافية الوافية حجج للمحبين ، وأفعالهم الخالصة الصافية حجج للعالمين المستكملين المسترشدين.
ومن حججه وبراهينه
النفوس المتعلّمة بالأسماء بالقوّة ، كما ورد عن أمير
_____________________________