فإذا حصلت تلك
القوىٰ سُمّيّ صاحبها : عاقلاً ، فالأُولىٰ والثانية حاصلة بالطبع ، والثالثة والرابعة حاصلة بالاكتساب.
وإلىٰ ذلك أشار
أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله :
( رأيت العقل عقلين
|
|
فمطبوع ومسموعُ
|
ولم ينفعك مسموع
|
|
إذا لم يك مطبوعُ
|
كما لا تنقع الشمس
|
|
وضوء العين ممنوعُ )
.
|
وإنّما لا يجوز إطلاق
القوة بهٰذه المعاني علىٰ الله تعالىٰ ؛ إذ جميع ذلك استعدادات وإمكانات وانفعالات وإن نعدّها وجودات ، فكانت من جملة قدرته الفعلية التي سنفصل لك ونبيّن أن جميعها جهات قادريته تعالىٰ.
بل القدرة ـ كالعلم ـ
ذات مراتب ، ومرتبة منها هي الواجبة بذاتها ، وهي قدرته الذاتية ، ومرتبة منها عين الوجود المنبسط ، وهي قدرته الفعلية.
وجميع الأشياء
مقدورات لله تعالىٰ بهذه القدرة الفعلية ، وانقهارها استهلاكها واضمحلالها تحتها ؛ لأنّها بذواتها ليست أشياء علىٰ حيالها ، ولهذا ورد عن
الشرع الأنور : ( لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم ).
وقوله : ( وبقوّتك
التي قهرت بها كلّ شيء ) أي بقوتك الفعلية التي هي تحت قدرتك الذاتية التي قهرت بها جميع المقدورات. والباء في قوله : ( بها ) سببية ، أو
بمعنىٰ : مع.
( وَخَضَعَ لها كُلُّ
شَيءٍ ، وذَلَّ لَها كُلُّ شَيء )
الضمائر الثلاثة
راجعة إلىٰ القوة. والخضوع ـ كالخشوع ـ : التواضع خوفاً ورجاءً ، وقد يُفرّق بينهما بأنَّ الخضوع يستعمل في البدن ، والخشوع في الصوت .
_____________________________