مثلاً
أمر الله تعالىٰ بإتيان الصلاة وإقامتها في وقتها مع شرائطها المقرّرة ، إن
صلىٰ أحدٌ غير جامع لشرائطها ، أو لم يصلِّ في وقتها عامداً عالماً ، كان مخالفاً لأمره
تعالىٰ.
ومن جملة أوامره
الأمر بتحصيل المعرفة ، كما فسّروا قوله تعالىٰ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
أي ليعرفون. وكذا في قوله تعالىٰ : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ ) ؛ إذا العبادة فرع علىٰ معرفة
المعبود ولو إجمالاً.
وأقلّ مراتب معرفته
تعالىٰ : معرفته بالبرهان ، كما قال تعالىٰ : ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ) .
وقال الباقر عليهالسلام : ( إنّي لوددت أن أضرب رؤوسكم بالسياط حتّىٰ تتفقهوا
في الدين ، وتستنبطوا اُصول عقائدكم بالحجج والبراهين ) .
وروي : ( المتعبّدون
بغير علم كحمار الطاحونة ) .
( فَلَكَ الحَمْدُ
عَلَيَّ فِي جَميْعِ ذلِكَ )
كما في الدعاء : ( نحمدك
علىٰ بلائك ، كما نشكرك علىٰ آلائك ).
وحقّ الحمد وحقيقته
ما حمد الله به نفسه ، إذ حمده هو الوجود المنبسط بشراشره ، فإنّ حقيقة الحمد هي إظهار فضائل المحمود وفواضله ، وشرح جماله وجلاله ، وهو بتمامه شارح كمالاته تعالىٰ وأفضاله ، وواصف كراماته وإجلاله ،
وإعراب عمّا في مرتبة غيب الغيوب ، كما ورد أنَّ كلامه تعالىٰ فعله.
قال السيد المحقّق الداماد ـ نوّر الله ضريحه ـ في القبسات : « أفضل مقامك
_____________________________