ورغم أنّ حركة الاستدلال بالجزء باتّجاه الكلّ «استقراءٌ» مثّل ولا زال يمثّل حاجةً معرفيّة ، كما أنّ حركة الاستدلال بالكلّ باتّجاه الجزء «قياسٌ شمولي» مثل ولا زال يمثّل حاجة معرفيّة ، كما أشار المنطقيّون إلى ذلك وأضافوا إليهما «التمثيل» ، الأمر الذي واجهه آخرون معترضين على حصر الدليل بهذه الثلاثة ....
إلاّ أنّنا نروم عرض وتحليل رؤيتنا بنهج قد يتقاطع مع المباني المنطقيّة ، وقد يختلف ، وربما يمثّل حلاًّ وسطاً جامعاً ..
رؤيتنا : تصوّرٌ قائمٌ على مقترح علمي معرفي ، يستنهض الحلول والمعالجات الشاملة الضاربة في عمق الجذور والاُسس ، ولا خيار أنجع من خيار «الفكر» ، فهو الذي يلقي بظلاله على روح الإنسان وجسمه ، لبّه وحناياه ، يقرّر للحياة مصيرها ونقاطها الحاسمة ، وما الفقه والأخلاق والاقتصاد والسياسة ... إلاّ رشحاً من رواشحه ..
إنّ درك الفكر ـ أيّ فكر كان ـ واستيعابه استيعاباً علميّاً صحيحاً يوفّر فرص التعامل الواعي معه من حيث الوقوف على نقاط التقاطع والاختلاف ، دوافع الصراع والحوار ، الوقاية والعلاج ، الأخذ النافع والضارّ ...
من هنا تكون اُطروحة «الفكر المقارن» هي الاُطروحة المتكاملة في فضاء «المقارنات» ; إذ تتناول وتشرف وتشرّح كلّ ما في ذلك الفكر من قيم ومناهج ومحتوى ، فقهاً كان أم اُصولاً أم اقتصاداً أم سياسةً ...