فهي غير قادرة إذن على استيعاب كلّ المستجدّات عبر تطوّراتها الزمنية ..
وجاء «جان جاك
روسو» ليقول : لنترك الطبيعة تعمل عملها في خلق الشخصية ، بعد أن قسّم مراحل
التنشئة إلى أربع مراحل ..
ونرى المنهج
الكلاسيكي يؤكّد على ضرورة تنمية العقل ونقل التراث ودراسة العلوم بوصفها علوماً
ورعاية أُسس ثابتة وعامّة في التعليم ..
ونلحظ في أحد
الاتّجاهات المعاصرة أنّه يصرّ على تجنّب العقاب كأداة في توجيه الإنسان وترشيده ;
إذ إنّ هناك قوى أساسية تتحرّك ـ كالإرادة والطاقة الشهوية ـ كي تستخدم العقل
أساساً لتبرير معطياتها ، وبما أنّ حوافز الإرادة الأساسية لا يمكن تغييرها ، خاصّة
في حالة انغمازها تحت الشعور في منطقة «اللاشعور» فإنّنا لا نستطيع حينئذ أن نحاسب
الإنسان على أعماله وسلوكه ، وهذا يعني : أنّنا لا نعاقبه ..
إنّ كلّ هذه
المدارس والمناهج الفكرية والتربوية المشار إليها ـ وكذا غيرها ـ تمثّل في الواقع
إفرازات وترشّحات عقائدية أثمرت وتجلّت بصور وأشكال وقوالب متفاوتة طبقاً لتفاوت
الانتماء الايديولوجي وتباينه مع الانتماءات الأُخرى ..
ولا يشذّ الفكر
التربوي والتربية الفكرية الإسلامية عن القاعدة العامّة المشار إليها .. وإن
تغايرت وتعارضت الرؤى والمناهج داخل البيت الكبير فالأمر الأكثر أهمّيةً يكمن في
تحليل الدراسات المختصّة الباحثة في