تخصّ كلّ علم على حدة بمنهجيّة تطبعه وفقاً لمعطياته ، وتبعاً لأوصاف ثلاث للآليّة : الخدمة (لذاته ولغيره) ، العمل (كيفيّة إجراءاته) ، المنهج (طرق وأساليب يتوصّل بها إلى نتائج معيّنة).
وقد مارس طه عبدالرحمن ـ بشكل خاصّ ـ المنهج المنطقي الفقهي ، والمنهج المنطقي الرياضي ، تحليلاً للثابت والمتغيّر في الفكر العربي والإسلامي.
هذه المنهجيّات المختلفة ـ التي أشرنا إلى نماذج منها في واقعنا العربي الإسلامي ـ تؤكّد باعتقاد الفكر النقدي وحملة لوائه ضرورةَ إعادة النظر في أساليب وأدوات تحليل وقراءة النصوص ، سواء كانت ذات مضمون يعدّ من المسلّمات أم من المقدّسات ، فلا يمكن حينئذ الاستبداد واحتكار النصّ وتأويله صوب أهداف معيّنة أو مؤطّرة بذريعة «أنّ الفرقة الناجية واحدة».
وفي هذا السياق يستشهد نصر حامد أبو زيد الذي يعرّف الهرمينوطيقا بأ نّها «لا تعني مجرّد عمليّة الفهم لشيء معطى محدّد سلفاً له وجود خارجي محايد عن المتلقّي الذي يحاول أن يفهم هذا الشيء أو هذا النصّ فلا ننساق حينئذ ـ والرأي لأبي زيد ـ ونطأطئ حيال سلطة التراث السلفيّ ونأخذ بسبل طرحه للحقائق ...
ويرى أيضاً : أنّ اليسار الإسلامي يجسّد هذا الخط التأويلي المنفتح ; إذ يرفض «صياغة الحاضر طبقاً لنموذج الماضي ; لأ نّه يرى أنّ مأساة