التمسّك بحبّ الحسين وقيمه ومبادئه إلاّ تصديقاً لذلك المفهوم الذي ما كان ليُصدَّق في ظلّ المعادلة التي كانت حاكمة آنذاك.
فتحصّل : أنّ مقوّمات نجاح نهضة الحسين عليه السلام عدّة محاور وأقطاب ، كلّها ساهمت مجتمعة في إبقاء قيمها ومبادئها وأهدافها حيّة نابضة أبد الدهور. وهامّ الأمر أن صارت رؤى الحسين عليه السلام صمّام الأمان الذي يحمي الدين من التشويه والتزييف والحذف ، والبركان الدائم من الحركة والتجدّد والتغيير طبق الاُسس الثابتة والمفاهيم الراسخة.
ولا نريد الخوض في موضوع الشعائر الحسينيّة ; إذ البحث فيها يستدعي التفصيل والتجزئة والتحليل والمقارنة والمراجعة ... وكلّ ما نقوله بهذا الصدد على وجه الخاطفيّة : إنّ حفظ القيم التي استُشهد من أجلها الحسين وأصحابه عليهم السلام واجب ديني وشرعي وإنساني. ولسنا من أهل الفتوى ولا في منزلتها ، بل هذا الذي نفهمه وتعلّمناه من خلال آراء علمائنا وأقطابنا وعقلاء العالم.
وهذا الحفظ متنوّع الوسائل والآليّات والأدوات ، كلٌّ بحسبه ، ولا يمكن لنا فرض آلية معيّنة أو حذف اُخرى في هذا السياق إن كان الأمر لا يتنافى مع قوانين الشريعة وأحكامها ، ولاسيّما أنّ قضيّة الحسين عليه السلام قد احتلّت أبعاداً واتّسعت آفاقاً لا يمكن منعها بأيّ وسيلة من الوسائل ، هذا ما ثبّته التأريخ لنا بوضوح ، فالكلّ يمارس عشقه وذوبانه وتأ ثّره وعقيدته بالحسين طبق أدائه وآليّته ، فما دام ذلك مشروعاً غير