في التهذيب عن علي بن الحكم عن من حدثه عن أحدهما (عليهماالسلام) (١) «انه سئل عن وقت المغرب فقال إذا غاب كرسيها. قلت وما كرسيها؟ قال قرصها. فقلت متى يغيب قرصها؟ قال إذا نظرت اليه فلم تره». وما رواه الصدوق في كتاب المجالس عن ابان بن تغلب والربيع بن سليمان وابان بن أرقم وغيرهم (٢) قالوا : «أقبلنا من مكة حتى إذا كنا بوادي الأجفر إذا نحن برجل يصلي ونحن ننظر الى شعاع الشمس فوجدنا في أنفسنا فجعل يصلي ونحن ندعو عليه حتى صلى ركعة ونحن ندعو عليه ونقول هذا من شباب أهل المدينة فلما أتيناه فإذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهماالسلام) فنزلنا فصلينا معه وقد فأتتنا ركعة فلما قضينا الصلاة قمنا اليه فقلنا له جعلنا فداك هذه الساعة تصلي؟ فقال إذا غابت الشمس فقد دخل الوقت».
وما رواه في الكتاب المذكور عن محمد بن يحيى الخثعمي (٣) قال : «سمعت أبا عبد الله (عليهالسلام) يقول كان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يصلي المغرب ويصلي معه حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة منازلهم على نصف ميل فيصلون معه ثم ينصرفون الى منازلهم وهم يرون مواضع نبلهم».
هذا ما يدل على هذا القول صريحا ، والجواب عنه بالحمل على التقية كما هو أحد القواعد المنصوصة عن أهل البيت (عليهمالسلام) في مقام اختلاف الاخبار من العرض على مذهب العامة والأخذ بخلافهم ، واتفاق المخالفين قديما وحديثا على هذا القول مما لا سبيل إلى إنكاره (٤) بل ورد في جملة من الاخبار الأمر بعرض الاخبار على مذهبهم والأخذ بخلافه وان لم يكن في مقام الاختلاف (٥) بل ورد ما هو أعظم من ذلك وهو انه إذا لم يكن في البلد من تستفتيه في الحكم فاستفت قاضي العامة واعمل على خلافه (٦)
__________________
(١ و ٢) رواه في الوسائل في الباب ١٦ من أبواب المواقيت.
(٣) رواه في الوسائل في الباب ١٨ من المواقيت.
(٤) كما في الفقه على المذاهب الأربعة ج ١ ص ١٥٧ والمغني ج ١ ص ٣٨٩.
(٥ و ٦) رواه في الوسائل في الباب ٩ من صفات القاضي وما يقضى به.