أيّها القارئ الكريم ، هذا هو جزء من كتابٍ في الاصول شرعت فيه قبل ثلاث سنواتٍ تقريباً ، وقد ابتدأت فيه من القسم الثاني من المباحث الاصولية ، أي مباحث الأدلّة العقلية ، ورتّبته على عشرة أجزاء ، وهذا الذي بين يديك هو الجزء الخامس منها في أكثر مباحث الاشتغال ، أعني في أصل المسألة مع بعض تنبيهاتها. ويليه الجزء السادس في باقي تنبيهات المسألة مع أصل مسألة الأقلّ والأكثر.
ولئِن كان أكثر مطالب هذا الكتاب مخالفاً لِمَا هو المسموع من الكلمات فليس ذلك لأنّي قد اهتديت إلى ما لم يصل إليه الأساتذة والأكابر ، وهيهات لذهني القاصر أن يرتفع إلى ذلك ، وإنّما هو لأنّي لم اوفَّق للعروج إلى آفاق تفكيرهم ومجاراتهم في أنظارهم الدقيقة ، وكلّ رجائي من المولى سبحانه أن يشملني بعنايته ولطفه ، ويوفّقني لاقتفاء أثرهم ، ويعدّني للتشرّف باتّباع خطواتهم المباركة ، إنّه على كلّ شيءٍ قدير.
|
الراجي عفو ربِّه محمّد باقر الصدر |