«ما» وأنها تقع صفة للتعظيم مثل (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١). وله وراء ذلك آراء انفرد بها كثيرة ، منها أنّ أن تأتى مفسرة بعد صريح القول مثل «قلت لهم أن أنصتوا» (٢) كما تأتى لربط الجواب بالقسم فى مثل :
أما والله أن لو كنت حرّا |
|
وما بالحرّ أنت ولا العتيق (٣) |
وكان يرى اختيار المصدر نائبا للفاعل إذا اجتمع مع الظرف أو المجرور مستدلا بمثل قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ)(٤) كما كان يرى لزوم «من» مع كأين مثل (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ) فلا يصح مثل «وكأين رجلا أقدم» كما نصّ على ذلك سيبويه (٥). وكان يرى أنه لا يصح الاستثناء فى العدد فلا يقال «له على ألف إلا خمسين» معتلا بأن أسماء العدد نصوص فلا يجوز أن ترد إلا على ما وضعت له. (٦) وذهب إلى أن «لكن» فى مثل «ما قام زيد ولكن عمرو» هى العاطفة والواو زائدة لازمة (٧) كما ذهب إلى أن جملة «ما خلا» ونظائرها فى الاستثناء مستأنفة ، وليست حالا كما ذهب السيرافى ، ولا منصوبة على الاستثناء كما ذهب ابن خروف (٨). وجوّز أن يكون المحذوف فى مثل «عمرك» و «أيمن الله» المبتدأ لا الخبر (٩) كما جوّز الفصل بالظرف بين «إذن» ومنصوبها مثل «إذن غدا أكرمك» (١٠). وكان يرى أن «ماذا» فى مثل «انظر ما ذا صنعت» لا يصح أن تكون مفعولا لا نظر كما ذهب السيرافى وابن خروف والفارسى لأن الاستفهام له الصدر ، إنما «ما» اسم استفهام مبتدأ و «ذا» اسم موصول خبر وجملة صنعت صلة (١١). ورأى أن عيونا فى مثل (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) تمييز لاحال (١٢). وكان يذهب إلى أن القسم إذا أجيب بماض متصرف مثبت فإن كان قريبا من الحال جىء باللام وقد معا مثل : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) وإن كان بعيدا جىء باللام
__________________
(١) الهمع ١ / ٩٢.
(٢) المغنى ص ٣١ وما بعدها.
(٣) المغنى ص ٣٢.
(٤) الهمع ١ / ١٦٣.
(٥) المغنى ص ٢٠٣.
(٦) الهمع ١ / ٢٢٨.
(٧) المغنى ص ٣٢٤.
(٨) الهمع ١ / ٢٤٩.
(٩) المغنى ص ٦٨٤.
(١٠) الهمع ٢ / ٧.
(١١) المغنى ص ٣٣٣.
(١٢) الهمع ١ / ٢٥١.