إلى الله أشكو بالمدينة حاجة |
|
وبالشام أخرى كيف يلتقيان |
فكيف يلتقيان بدل من حاجة وأخرى كأنه قال أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما (١).
وللزمخشرى بجانب اختياراته من المذاهب البغدادية والكوفية والبصرية آراء كثيرة ينفرد بها ، من ذلك ذهابه إلى أن «إذ» قد تقع مبتدأ ، وخرّج على ذلك قراءة بعضهم آية آل عمران : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً) أى وقت بعثه فيهم رسولا (٢) ، وأن أما فى مثل «أما زيد فذاهب» تعطى الكلام فضل تأكيد (٣) ، وأن واو العطف قد تفيد الإباحة فى مثل جالس محمدا وعليّا (٤) ، وأن رافع الخبر هو الابتداء فقط ، وكان ابن جنى كما أسلفنا يرى أن رافعه الابتداء والمبتدأ (٥) ، وأنه قد يلى إلا نعت لما قبلها ، مفرد مثل «ما مررت برجل إلا شجاع» وجملة مثل ما مررت بأحد إلا زيد خير منه (٦) ، وجعل الجملة بعد إلا فى مثل قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) صفة لقرية ، وقال إن الواو للصوق الصفة ، وجعلها غيره واو الحال (٧). وفرّق بين التعدية بالهمزة والتضعيف ، فجعل التضعيف يفيد التكرار ، فمثل نزّل تفيد تكرار النزول بخلاف أنزل (٨). وجوّز أن يكون الفاعل جملة ، وبذلك خرج آية السجدة : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) فجعل جملة كم وما بعدها فاعل الفعل المجزوم «يهد» ورأى ابن هشام أن الفاعل مستتر راجع إلى الله سبحانه وتعالى (٩). وذهب إلى أن «لن» تفيد تأكيد النفى ، بل تأبيده مثل لن أجبن (١٠). وكان سيبويه والجمهور يذهبون إلى أن همزة الاستفهام إذا جاءت فى جملة معطوفة بالواو أو الفاء أو ثم تأخرت حروف العطف بعدها لما لها من الصدارة مثل : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) وذهب الزمخشرى إلى أن
__________________
(١) الهمع ٢ / ١٢٨.
(٢) المغنى ص ٨٥.
(٣) المغنى ص ٥٩.
(٤) المغنى ص ٦٧ ، ٣٩٦.
(٥) ابن يعيش ١ / ٨٣ ، ٨٥ والرضى على الكافية ١ / ٨٧.
(٦) ابن يعيش ٢ / ٩٣ والهمع ١ / ٢٣٠.
(٧) المغنى ص ٤٨٣.
(٨) المغنى ص ٥٧٨ والهمع ٢ / ٨٢.
(٩) المغنى ص ٦٥٢.
(١٠) ابن يعيش ٨ / ١١١ والمغنى ص ٣١٤.