التعبير وكيف أسكته وأفحمه.
ومن ذلك إعراب
الفعل المضارع المرفوع ، فقد ذهب سيبويه وجمهور البصريين إلى أنه ارتفع بوقوعه
موقع الاسم فإن كلمة يقوم فى مثل «زيد يقوم» تقع موقع قائم ، وذهب الأخفش إلى أنه
مرفوع لتعريه من العوامل اللفظية. واضطرب الكوفيون فى علة إعرابه والعامل فيه ،
فذهب الكسائى إلى أنه يرتفع بحروف المضارعة ، فأقوم مثلا مرفوع بالهمزة ، وواضح
أنه يجعل جزءا من أجزاء الفعل عاملا فيه وكأن الشىء يعمل فى نفسه. ولم يرتض هذا
الرأى الفرّاء ، فاختار رأى الأخفش ولكنه حاول التغيير والتحريف والتبديل فيه ،
فقال إنه مرفوع بتجرده من النواصب والجوازم ، وواضح أنه نفس رأى الأخفش بصيغة
جديدة ، ولعل ذلك ما جعل ثعلبا يذهب إلى أنه مرفوع بالمضارعة محاولا بذلك النفوذ
إلى رأى جديد .
ومن ذلك إعراب
الفعلين المضارعين المجزومين فى الجملة الشرطية مثل «من يقم أقم معه» فقد ذهب
الخليل وجمهور البصريين إلى أن أداة الشرط هى التى تعمل فى فعل الشرط الجزم ، وهما
معا يعملانه فى الجزاء. وذهب الأخفش فى الجزاء إلى أنه مجزوم بفعل الشرط وحده.
بينما ذهب الكوفيون إلى أن الجزاء مجزوم بالجوار ، أى لجواره فعل الشرط المجزوم ، وفاتهم أن فعل الشرط قد يكون ماضيا ولا يتضح فيه
الجزم إلا تقديرا.
وكانوا يذهبون
إلى أن «إن وأخواتها» تعمل النصب فى اسمها فقط ، أما الخبر فإنها لا تعمل فيه شيئا
، بل هو باق على رفعه قبل دخولها ، بينما ذهب البصريون إلى أنه مرفوع بها ، مثله
مثل اسمها طردا للباب على وتيرة واحدة. وهو أدخل فى القياس وإحكام
القواعد.
وكان البصريون
وجمهور الكوفيين يرون أن رافع الفاعل هو الفعل ، وذهب
__________________