ومهما قيل في تعريف العارف فالدعاء في هذه الفقرة يقصد أولئك الذين عرفوا الله حق معرفته وعرفوا فيه العظمة الإِلۤهية ، والقدرة اللامتناهية . ومن عرف الله حق معرفته خصه الله بعنايته ، ولطفه ولهذا ينادي الداعي ربه حيث وصفه بانه : « غاية آمال العارفين » . أولئك الذين هم عالمون بحقيقته .
« يا غياث المستغيثين » .
والغياث : هو الناصر ، واغاثه إغاثة ، أعانه ونصره . وأغاثهم الله كشف شدتهم (١) .
هذا ما تفسر به كتب اللغة مادة « أغاث » ولكنها من حيث التركيب وفي لسان الداعي تحمل معنىً آخر أرق من التعبير بالناصر .
ذلك : لأن هذا التعبير يستعمله العرف عند وقوع الإِنسان في الشدة بحيث تغلق عليه ، وبوجهه كافة الأبواب ، فيستغيث تماماً كما هو الحال في السفن الغريقة عندما تصدر اشارة الغوث بطلب النجدة لإِنقاذها اذا حل فيها العطب ، وبدأت في الغرق .
ويصور الداعي نفسه ، وقد انسدت عليه المسالك فلا ملجأ له إلا الله ، ولا مغيث له في محنته إلا رحمته .
« يا حبيب قلوب الصادقين » .
قيل في تفسير الحبيب أنه : يكون بمعنى الفاعل ، وبمعنى المفعول .
__________________
(١) لسان العرب : مادة ( غوث ) .