نعم : قد يكون من باب إظهار المعجزة لأحد الأنبياء ، أو المرسلين أن يطلب ذلك النبي شيئاً خارق العادة لإِثبات نبوته ، وصحة دعواه ، ولكن ذلك لا يتعلق بموضوع الشفاعة ، والوساطة بمفهومها الذي هو موضوع بحثنا ، وفيما نحن فيه .
الخلاصة :
وإذاً وبعد هذه الجولة عرفنا أن أصل الشفاعة ، والأخذ بها كمبدأ معترفٍ به من قبل الشريعة الإِسلامية أمر مفروغ من البحث فيه ، ولكن الخلاف في الإِطار الذي تؤطر به الشفاعة من حيث الشفيع ، والموضوع الذي يشفع فيه . مضافاً الى انفراد الشفيع بما يقدم عليه ، أو معرفته برضا الله على ذلك الإِقدام .
ولكل مذهب رأيه في هذه المواضيع ينبع من النصوص التي يستند عليها عندما يقول بشيء من الرأي في جانب من الجوانب المذكورة ـ فمثلاً ـ نرى المعتزلة والخوارج يخالفون بقية الفرق الإِسلامية في قبول الشفاعة بمعناها الواسع الذي يقول به الباقون .
فهم يقصرون الشفاعة بحق المطيعين أما غيرهم فلا يستحقون الشفاعة وينشأ هذا القول من رأيهم في من يرتكب الكبيرة ، فإن مرتكبي الكبائر لا يرونهم مرحومين ويعفى عنهم بل هم مخلدون في النار . لذلك لا تنفع الشفاعة لمن كان مرتكب الكبيرة عند هؤلاء والآن : وبعد كل هذا تبين لنا أنه لا منافاة بين ما بينه الدعاء .
في الفقرة موضوعة
البحث « ولا يخفف عن أهله » ، وبين الإِعتراف بوجود الشفاعة من قبل من كانت له المنزلة السامية عند الله فلا يخفف عن أهله اذا كانوا ممن لا يرضى الله بالتدخل في