خلقه وصفوة من عباده تحنّ إليكم وتحتمل المذلّة والأذى فيعمّرون قبوركم ، ويكثرون زيارتها ، تقرّباً منهم إلى الله ومودّة منهم لرسوله ، أولئك يا عليّ ، المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي وهم زوّاري غداً في الجنّة.
يا عليُّ من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس.
ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، وخرج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أُمّه ، فابشر ، وبشّر أولياءك ومحبّيك من النعيم ، وقرّة العين بما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ولكن حثالة (١) من النّاس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تعيّر الزّانية بزناها ، أولئك شرار أُمّتي لا أنالهم الله شفاعتي ولا يردون حوضي» (٢).
عن عبد الرّحمن بن مسلم ، قال : دخلت على الكاظم عليه السلام فقلت له : أيّما أفضل الزيارة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه أو لأبي عبد
__________________
(١) الحثالة ـ بضم الحاء ـ : الرديء من كل شيء ومنه : حثالة الشعير والأرز والتمر ، وكل ذي قشر. النهاية لابن الأثير ١ : ٢٣٣ ، مادة «حثل».
(٢) الطوسي في التهذيب ٦ : ٢٢ / ٥٠.