قوله : «أحْقاداً» الحِقْد بمعنى العداوة.
قوله : «أضبَّت على عداوته» ـ بالضاد المعجمة ـ بمعنى المواظبة والإمساك. أضَبَّ عليه : أي أمسكه. وأضَبَّ فلاناً : أي لزمه.
و «الناكثين» : الذين نكثوا بيعته كأصحاب الجمل ، كما أن «القاسطين» المنحرفون عنه كأصحاب صفين. و «المارقون» من مرق عن الدين كما تمرق السهم. هم البغاة الخوارج عليه كأصحاب النهروان.
«النحب» ـ بالحاء المهملة ـ : الموت والحاجة والأجل.
«الإقصاء» : بمعنى الإبعاد والتشريد ، أي جعله في المحل الأقصى ، أي الأبعد.
الإعراب :
قوله : «هدىً من الضلال ، ونوراً من العمى».
لما كان الهدى اسم معنىً كالنور المعطوف عليه ، لا يجوز كونهما خبرين عن اسم عين ، فلابدّ إما من تأويلهما بمعنى الهادي والمنوِّر ، أو جعلهما من قبيل «زيدٌ عدلٌ» من باب المبالغة. وحيث إن الهداية ضد الضلال ، والنور ضد العمى ، والضد في طرف مقابل مع الضد ، فيلزمه الإبعاد ؛ فكأنه قيل : إبعاداً به سبب الهداية من الضلال ، وبه سبب النور من العمى.
قوله : «حَذْو الرسول» الحذو مفعول مطلق نوعي ، مثل «ضربت ضرب الأمير».
قوله : «على التأويل» على للاستعلاء متعلق مع مدخوله على «يقاتل» ، وكأن المقاتلة مبنية ومؤسسة على التأويل ، وإلا فأهل التوحيد وأهل القرآن لا يجوز مقاتلة المسلم معه ؛ لأن الشهادتين أثرهما حفظ الدماء والأموال كما سبق في الفصل السابق ، إلا أنه قد يتفق لبعض الفرق من الفتن والبدع بحيث يوجب الارتداد والخروج عن الدين ، ولا يعلم ذلك إلا الإمام عليهالسلام ؛ إذ يعلم تأويل القرآن. فتبين أن قتالَه معهم مبنيٌّ على تأويل القرآن.
قوله : «يتبع أشقى الأولين» الجملة حالية من فاعل «قتله» ، يعني إنّ قتلة أمير المؤمنين عليهالسلام متبعة لأشقى الأولين عاقر ناقة صالح ؛ إذ كما أن ناقة صالح كانت من آيات الله ؛ أخرجها من الحجر بالإعجاز وخارق العادة ، وكان للقوم ، فيه منافع عديدة ، من جملتها أن عين القوم لعدم الكفاية كان ماؤها يوماً للناقة ويوماً آخر للقوم كما أشار تعالى إليه في الآية