وكلّ غاربة إخجال شائبة |
|
تثني الأمان حذارا والسّرور أسى (١) |
تقاسم الروم لا نالت مقاسمهم |
|
إلّا عقائلها المحجوبة الأنسا |
وفي بلنسية منها وقرطبة |
|
ما ينسف النفس أو ما ينزف النفسا |
مدائن حلّها الإشراك مبتسما |
|
جذلان ، وارتحل الإيمان مبتئسا (٢) |
وصيّرتها العوادي العائثات بها |
|
يستوحش الطرف منها ضعف ما أنسا |
فمن دساكر كانت دونها حرسا |
|
ومن كنائس كانت قبلها كنسا (٣) |
يا للمساجد عادت للعدا بيعا |
|
وللنّداء غدا أثناءها جرسا (٤) |
لهفي عليها إلى استرجاع فائتها |
|
مدارسا للمثاني أصبحت درسا |
وأربعا نمنمت أيدي الرّبيع لها |
|
ما شئت من خلع موشية وكسا |
كانت حدائق للأحداق مونقة |
|
فصوّح النضر من أدواحها وعسا |
وحال ما حولها من منظر عجب |
|
يستجلس الرّكب أو يستركب الجلسا (٥) |
سرعان ما عاث جيش الكفر وا حربا |
|
عيث الدّبا في مغانيها التي كبسا (٦) |
وابتزّ بزّتها مما تحيّفها |
|
تحيّف الأسد الضّاري لما افترسا (٧) |
فأين عيش جنيناه بها خضرا |
|
وأين عصر جليناه بها سلسا |
محا محاسنها طاغ أتيح لها |
|
ما نام عن هضمها حينا ولا نعسا |
ورجّ أرجاءها لمّا أحاط بها |
|
فغادر الشّمّ من أعلامها خنسا (٨) |
خلا له الجوّ فامتدّت يداه إلى |
|
إدراك ما لم تطأ رجلاه مختلسا |
وأكثر الزّعم بالتّثليث منفردا |
|
ولو رأى راية التّوحيد ما نبسا (٩) |
__________________
(١) في ب «وكل غاربة إحجاف نائبة».
(٢) جذلان : فرحان.
(٣) الدساكر : جمع دسكرة وهي هنا : الصومعة. والكنس : جمع كناس.
(٤) البيع : جمع بيعة ، وهي الكنيسة هنا والنداء هنا : الأذان.
(٥) حال : تغير وتحول من حال إلى حال.
(٦) الدبى : الجراد.
(٧) تحيفها : تنقصها.
(٨) الأعلام : جمع علم وهو الجبل.
(٩) نبس : تكلم.