قائمة الکتاب
الباب الثامن من القسم الأول في خروج الأندلس عن يد المسلمين
كتاب من السلطان أبي الحسن المريني إلى الملك الصالح بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر
٢٨٧
إعدادات
نفح الطّيب [ ج ٥ ]
نفح الطّيب [ ج ٥ ]
المؤلف :الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :444
تحمیل
وصار حميدا إلى خير المنقلب ، ووفد من كرم الله على أفضل ما منح موقنا ووهب ، فقد ارتضاكم الله بعده لحياطة أرضه المقدّسة ، وحماية زوّار بيته مقيلة أو معرسة (١).
ونحن بعد بسط هذه التعزية ، نهنيكم بما خوّلكم الله أجمل التهنية ، وفي ذات الله الإيراد والإصدار ، وفي مرضاته سبحانه الإضمار والإظهار ، فاستقبلوا دولة ألقى العز عليها رواقه ، وعقد الظهور عليها نطاقه ، وأعطاها أمان الزمان عقده وميثاقه ، ونحن على ما عاهدنا عليه الملك الناصر رضوان الله عليه من عهود موثّقة ، وموالاة محقّقة ، وثناء كمائمه عن أذكى من الزهر غبّ القطر مفتّقه ، ولم يغب عنكم ما كان من بعثنا المصحفين الأكرمين اللذين خطتهما منا اليمين ، وأوت بهما الرغبة من الحرمين الشريفين إلى قرار مكين ، وإنه كان لوالدكم الملك الناصر تولاه الله برضوانه ، وأورده موارد إحسانه ، في ذلكم من الفعل الجميل ، والصنع الجليل ، ما ناسب مكانه الرفيع ، وشاكله فضله من البر الذي لا يضيع ، حتى طبّق فعله الآفاق ذكرا ، وطوّق أعناق الورّاد والقصّاد برا ، وكان من أجمل ما به تحفّى وأتحف ، وأعظم ما بعرفه إلى رضا الملك العلام في ذلك تعرف ، إذنه للمتوجهين إذ ذاك في شراء رباع توقف على المصحفين ، ورسم المراسم المباركة بتحرير ذلك الوقف مع اختلاف الجديدين (٢) ، فجرت أحوال القراء فيهما بذلك الخراج المستفاد ، ريثما يصلحهم من خراج ما وقفناه عليهم بهذه البلاد ، على ما رسمه رحمة الله عليه من عناية بهم متصلة ، واحترام في تلك الأوقاف فوائدها به متوفرة متحصّلة ، وقد أمرنا مؤدّي هذا لكما لكم ، وموفده على جلالكم ، كاتبنا الأسنى الفقيه الأجل ، الأحظي (٣) الأكمل ، أبا المجد ، ابن كاتبنا الشيخ الفقيه الأجل الحاج الأتقى ، الأرضي الأفضل ، الأحظى الأكمل ، المرحوم أبي عبد الله بن أبي مدين حفظ الله عليه رتبته ، ويسر في قصد البيت الحرام بغيته ، بأن يتفقد أحوال تلك الأوقاف ، ويتعرف تصرف الناظر عليها وما فعله من سداد وإسراف ، وأن يتخير لها من يرتضي لذلك ، ويحمد تصرفه فيما هنالك ، وخاطبنا سلطانكم في هذا الشأن ، جريا على الود الثابت الأركان ، وإعلاما بما لوالدكم رحمه الله تعالى في ذلك من الأفعال الحسان ، وكمالكم يقتضي تخليد ذلكم البر الجميل ، وتجديد عمل ذلكم الملك الجليل ، وتشييد ما اشتمل عليه من الشكر (٤) الأصيل ، والأجر الجزيل ، والتقدم بالإذن السلطاني في إعانة هذا الوافد بهذا الكتاب ، على ما يتوخاه في ذلك
__________________
(١) عرس المسافرون : نزلوا للاستراحة.
(٢) الجديدان : الليل والنهار.
(٣) الأحظى : الأكثر حظوة ومكانة. اسم تفضيل من الفعل حظي.
(٤) في ج «من الشراء الأصيل» وليس بشيء.