تهبّ على الأعداء منها عواصف |
|
ستنسف أرض المشركين بها نسفا |
ترى كلّ طرف كالغزال فتمتري |
|
أظبيا ترى تحت العجاجة أم طرفا (١) |
وقد كان في البيداء يألف سربه |
|
فربّته مهرا وهي تحسبه خشفا |
تناوله لفظ الجواد لأنه |
|
على ما أردت الجري أعطاكه ضعفا (٢) |
ولمّا اتّخذ المنصور مقصورة الجامع بمراكش بدار ملكها ، وكانت مدبرة على انتصابها إذا استقرّ المنصور ووزراؤه بمصلّاه ، واختفائها إذا انفصلوا عنها ، أنشد في ذلك الشعراء فقال ابن مجبر من قصيدة أولها : [الكامل]
أعلمتني ألقي عصا التسيار |
|
في بلدة ليست بدار قرار |
إلى أن قال :
طورا تكون بمن حوته محيطة |
|
فكأنها سور من الأسوار |
وتكون حينا عنهم محبوّة |
|
فكأنها سرّ من الأسرار (٣) |
وكأنها علمت مقادير الورى |
|
فتصرّفت لهم على مقدار |
فإذا أحسّت بالإمام يزورها |
|
في قومه قامت إلى الزّوّار |
يبدو فتبدو ثم تخفى بعده |
|
كتكوّن الهالات للأقمار |
وممّن روى عنه أبو علي الشلوبين وطبقته ، وتوفّي بمراكش سنة ٥٨٨ ، وعمره ٥٣ سنة ، رحمه الله تعالى!
وقد حكى الشريف الغرناطي شارح المقصورة هذه الحكاية بأتمّ ممّا ذكرناه ، فقال عن الكاتب ابن عياش [كاتب المنصور الموحدي](٤) قال : كانت لأبي بكر بن مجير وفادة على المنصور في كل سنة ، فصادف في إحدى وفاداته فراغه من إحداث المقصورة التي كان أحدثها بجامعه المتّصل بقصره في حضرة مراكش ، وكانت قد وضعت على حركات هندسية ترفع بها لخروجه وتخفض لدخوله ، وكان جميع من بباب المنصور يومئذ من الشعراء والأدباء قد نظموا
__________________
(١) الطّرف : الكريم من الخيل.
(٢) في ب : «إذا ما أردت الجري ..».
(٣) في ب : «وتكون حينا عنهم مخبوءة».
(٤) لا توجد هذه الزيادة في أصل ه ، وهي موجودة في ج على ما أثبتناه ، وفي ب : «كاتب يعقوب المنصور والموحدي».