عليه ـ وتصديق أبي هريرة إياه وموافقته له في مقالته ـ كما أخرجه مسلم ـ فإن قول الصحابة وفعلهم مستند إلى ما استفاض من جمعه صلىاللهعليهوآله وسلم بالمدينة ، وكانوا هم حاضريه وفاعليه مع النبي صلىاللهعليهوآله وسلم ، فليس هو من اجتهاداتهم ، ولا أقل من احتمال ذلك ، كيف وقد رواه جماعة منهم ، كجابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبي هريرة فضلا عن ابن عباس ـ كما تقدم آنفا ـ ، وحاشا الصحابة الكرام أن شرعوا في الدين ما لم يعلموا وروده في الشرع من التعبديات التي لا تعرف إلا من قبله ، فضلا عن أن تقولوا على الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ويعزوا إلى ما لم يفعله.
تنبيه :
قال الخطابي في (معالم السنن) (٣٥) ـ في حديث حبيب بن أبي ثابت الذي أخرجه مسلم والترمذي ـ : هذا حديث لا يقول به أكثر الفقهاء ، وإسناده جيد إلا ما تكلموا من أمر حبيب. انتهى.
قلت : حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكاهلي الكوفي قد وثقوه.
قال الذهبي في (ميزان الاعتدال) (٣٦) : احتج به كل من أفراد الصحاح بلا تردد ، وقال : وثقه يحيى بن معين وجماعة. انتهى.
وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة ، وقال أيضا : كان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال ابن معين والنسائي : ثقة.
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين : ثقة حجة ، قيل له : ثبت؟ قال : نعم.
وقال أبو حاتم وابن عدي : صدوق ثقة.
__________________
(٣٥) معالم السنن ٢ / ٥٥ رقم ١١٦٧ ، وحكاه عنه في عون المعبود ١ / ٤٦٩.
(٣٦) ميزان الاعتدال ١ / ٤٥١ رقم ١٦٩٠.