المستثنى بحاشا :
وكخلا حاشا ولا تصحب «ما» |
|
وقيل : «حاش ، وحشا» فاحفظهما (١) |
المشهور أن «حاشا» لا تكون إلا حرف جرّ ، فتقول : «قام القوم حاشا زيد» بجر «زيد» وذهب الأخفش والجرمي والمازنيّ والمبرد وجماعة ـ منهم المصنف ـ إلى أنها مثل «خلا» تستعمل فعلا فتنصب ما بعدها وحرفا فتجر ما بعدها ، فتقول : «قام القوم حاشا زيدا ، وحاشا زيد» وحكى جماعة ـ منهم الفراء ، وأبو زيد الأنصاري ، والشيباني ، النصب بها ، ومنه «اللهمّ اغفر لي ولمن يسمع ، حاشا الشيطان وأبا الإصبع».
وقوله :
٣٦ ـ حاشا قريشا فإن الله فضّلهم |
|
على البريّة بالإسلام والدين (٢) |
__________________
(١) كخلا : جار ومجرور ـ بقصد اللفظ ـ متعلق بمحذوف خبر مقدم. حاشا : مبتدأ مؤخر ـ قصد لفظه ـ ولا : الواو حالية. لا : نافية. تصحب : مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى حاشا. ما : مفعول به قصد لفظه. وجملة : لا تصحب في محل نصب حال من حاشا.
(٢) قائله : الفرزدق. البريّة : الخلق ـ وهي فعيلة بمعنى مفعوله ، أي مخلوقة ، لأنها من البرء وهو الخلق.
المعنى : استثنى قريشا لأن الله تعالى فضل هذه القبيلة على سائر المخلوقات بدين الإسلام.
الإعراب : حاشا : فعل ماض دال على الاستثناء ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا يعود على البعض المفهوم من الكل الذي هو المستثنى منه. قريشا : مفعول به لحاشا منصوب بالفتحة. فإن : الفاء تفيد التعليل. إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر. الله : اسم إن منصوب فضلهم : فضل فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى لفظ الجلالة. والهاء مفعوله والميم علامة جمع الذكور. وجملة «فضلهم» في محل رفع خبر إنّ. على البرية ، بالإسلام : جاران ومجروران متعلقان بفضلهم. والدين : الواو عاطفة. الدين معطوف على الإسلام ومجرور مثله.
الشاهد : في قوله : «حاشا قريشا» حيث استعملت حاشا فعلا مثل خلا وعدا ونصبت ما بعدها.