يضاف المصدر إلى الفاعل فيجره ، ثم ينصب المفعول ، نحو «عجبت من شرب زيد العسل» وإلى المفعول ثمّ يرفع الفاعل : نحو «عجبت من شرب العسل زيد» ، ومنه قوله :
١١٢ ـ تنفي يداها الحصى في كل هاجرة |
|
نفي الدار هيم تنقاد الصياريف (١) |
وليس هذا الثاني مخصوصا بالضرورة ، خلافا لبعضهم ، (وجعل منه قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٢) فأعرب «مَنْ» فاعلا ب «حِجُّ» وردّ بأنه يصير المعنى «ولله على جميع
__________________
(١) قائله : الفرزدق يصف ناقة : الهاجرة : نصف النهار عند اشتداد الحرّ ، دراهيم : جمع درهام ـ لغة في درهم تنقاد : بفتح التاء مصدر نقد الدراهم. إذا أخرج منها الزّيف. الصيارف : جمع صيرفيّ.
المعنى «إن هذه الناقة تدفع يداها الحصى عن وجه الأرض وهي سائرة في نصف النهار عند اشتداد الحر كما يدفع نقد الصيارفة الدراهم».
الإعراب : تنفي : مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. يداها : فاعل تنفي مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون منه للإضافة ، وها ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الحصى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. في كل : جار ومجرور متعلق بتنفي. هاجرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. نفي الدراهيم : نفي مفعول مطلق عامله تنفي ، منصوب بالفتحة وهو مضاف ، الدراهيم : مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله. تنقاد : فاعل المصدر «نفي» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الصيارف : مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله.
الشاهد : في قوله : «نفي الدراهيم تنقاد» حيث أضيف المصدر «نفي» إلى مفعوله «الدراهيم» فجرّه ثم رفع الفاعل «تنقاد».
(٢) من الآية ٩٧ من سورة آل عمران «وهي آية سابقة» «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ».