فلانا درهما ، وإذا دخلت الباء على المفعول الثاني فهي زائدة مثلها في (هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) ويأتي فعل سأل أيضا بمعنى استخبر ، ويتعدى الى مفعول أول بنفسه والى الثاني بعن نحو سألته عن كذا أو بالباء متضمنة معنى عن مثل «سل به خبيرا» أي عنه. ومعارج جمع معرج وهو الدرج ، وقيل : السموات. والمهل خثارة الزيت. والعهن الصوف المنفوش أو المصبوغ. وحميم قريب. والفصيلة العشيرة. ولظى من أسماء جهنم. ونزاعة من نزع الشيء إذا اقتلعه من مكانه. وقال صاحب مجمع البيان : الشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس. وجمع فأوعى أي جمع المال وأمسكه في وعاء.
الإعراب :
للكافرين متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف أي هو مهيّأ للكافرين ، وجملة ليس له دافع خبر بعد خبر. وذي المعارج صفة لله. ويوم تكون السماء «يوم» منصوب بيبصرونهم عند صاحب مجمع البيان. لو يفتدى «لو» للتمني. وجميعا حال. وكلا حرف ردع وزجر.
المعنى :
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ). قلنا فيما سبق : ان المشركين أعرضوا عن دعوة الرسول (ص) لأسباب أولا : انها حرب على مكاسبهم وأرباحهم. ثانيا : ان الله لا يبعث بزعمهم بشرا رسولا ، وان كان ولا بد فيختاره من الأغنياء لا من الفقراء أمثال محمد بن عبد الله. ثالثا : ان محمدا (ص) يدعو الى التوحيد ، وهم يؤمنون بتعدد الآلهة. رابعا : انه يخوّفهم من البعث والعذاب بعد الموت ، وهذا ما ينكرونه أشد الإنكار : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ). وإذا أكّد النبي (ص) ذلك وأصر عليه قالوا : متى هذا الوعد؟ وفي بعض الأحيان يستعجلون العذاب ساخرين (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ـ ٣٢ الأنفال.