الأول : محاولة
بعض المؤمنين ان يلائم بين نصوص القرآن الكريم ومستكشفات العلم الحديث ، وغلوهم في
التأويل الى أبعد مما يحتمله اللفظ ، وأورد المؤلف على ذلك العديد من الشواهد ،
منها ما نقله عن البعض في صفحة ٣٧ : من ان اكتشاف نواميس الضوء يدل دلالة قاطعة
على وجود الملائكة والجن .. وعلق المؤلف على هذا بقوله : لا أدري ما هي طبيعة
العلاقة بين نظرية الضوء من ناحية ، ووجود الجن والملائكة من ناحية اخرى.
الأمر الثاني :
الطقوس والشعائر الجامدة التي لا تناسب حضارة القرن العشرين على حد تعبيره.
الأمر الثالث :
مساندة بعض رجال الدين للاقطاع والاستعمار باسم الإسلام والمسيحية .. والكتاب متخم
بالشواهد على ذلك ، منها قوله في صفحة ٢٣ : «كان الدين في اوروبا حليف التنظيم
الاقطاعي ولا يزال على هذه الحال في معظم البلاد المتخلفة ، وخاصة في الوطن العربي
.. فقد أصبح الدين الايديولوجية الرسمية للقوى الرجعية المتخلفة في الوطن العربي
وخارجه .. والمرتبطة صراحة ومباشرة بالاستعمار الجديد الذي تقوده أميركا».
وقد أفاض المؤلف
في نقد كتاب «المسيحية والإسلام في لبنان» وهو مجموعة محاضرات الندوة اللبنانية
لسنة ١٩٦٥ ، ألقاها أربعة من رجال الدين : سني وشيعي واثنان من المسيحيين ، وأربعة
علمانيون ، ولكنهم تكلموا باسم الدين ، وعاهدوا الله جميعا على السعي الدائب
لازالة الحواجز المفتعلة بين الإسلام والمسيحية.
وقال المؤلف فيما
قال ردا على هؤلاء المحاضرين المتعاهدين في صفحة ٦٤ : ان الهدف الأول لهذه
المحاضرات والمعاهدة هو حرص المسيحيين على النظام القائم بلبنان باعتبارهم
المنتفعين منه اكثر من المسلمين الذين ينتمون بغزارة الى الفئة الفقيرة الكادحة ،
وتجاوب مع المسيحيين فئة من المسلمين ، وروجت باسم الدين للنظام القائم بلبنان بكل
مضامينه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، فعلت ذلك لا لشيء إلا لأن هذا النظام
يدر عليها وعلى المسيحيين الأرباح والمنافع .. وحتى تحوّل الأنظار عن ويلات النظام
القائم وسيئاته ـ حملت هذه الفئة المسلمة مع المسيحيين شعارات التفاهم والاخوة
والمحبة ومصلحة لبنان العليا.