الى النساء. ولم يظهروا على عورات النساء أي لا يدرون ما هي ، ولا يفرقون بينها وبين غيرها من أعضاء الجسم.
الإعراب :
يغضوا مضارع مجزوم بلام الأمر المحذوفة أي ليغضوا. والا ما ظهر بدل من زينتهن. والا لبعولتهن بدل باعادة حرف الجر من لأحد المحذوف أي ولا يبدين زينتهن لأحد الا لبعولتهن. وغير اولي الإربة صفة للتابعين.
المعنى :
هاتان الآيتان من آيات الأحكام ، وقد تضمنتا وجوب غض النظر على النساء والرجال ، وحفظ الفروج من الزنا ، والحجاب ، والتفصيل فيما يلي :
١ ـ (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ). أمر سبحانه الرجال أن يكفوا عن النظر ، ولكنه أطلق ولم يذكر متعلق الفعل ، ويبين عن أي شيء يكفون أبصارهم ، سكت سبحانه عن ذلك معولا على دلالة السياق ، فان الظاهر منه تحريم النظر الى الأجنبيات .. وقد اتفق أكثر الفقهاء على ان الرجل لا يجوز له النظر الى شيء من بدن الأجنبية إلا الى وجهها وكفيها شريطة أن يكون النظر من غير تلذذ ، وان لا يخشى معه الوقوع في الحرام .. هذا إذا كانت المرأة مسلمة يحرم دينها السفور ، أما غيرها التي لا يحرم دينها السفور فقد اختلف الفقهاء في جواز النظر الى غير الوجه والكفين منها ، فأجازه جماعة منهم ، وأجازوا أيضا النظر الى شعور المسلمات من أهل البوادي لأنهن لا ينتهين إذا نهين.
٢ ـ (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) من الزنا ، وأدخل سبحانه كلمة «من» على الأبصار دون الفروج لأن الفرج تجب صيانته إلا في حالة واحدة ، وهي خلوة الزوجين على عكس النظر فانه لا يحرم إلا في بعض الحالات (ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ). ذلك اشارة الى الغض عن المحرمات ، وهو أطهر للنفس ، وأقرب للتقوى ، وأبعد عن الذنوب والآثام.