أمّا
معنى المُرسَل فهو أن يكون في طريق الخبر راوٍ مُلْتَبِس العين ، إمّا بأن لا يُذْكَر ، أو أن يُذْكَر على نحو الإِبهام .
وعرّفه
أبو العبّاس القُرطبي ، مِن أئمة المالكية قائلاً : « المرسَل عند الْأُصوليّين والفقهاء عبارة عن الخبر الذي يكون في سنده انقطاع ، بأنْ يُحَدِّث واحد منهم عمّن
لم يلقه ، ولا أخذ عنه » .
ورواية
السكّري ، حتّى لو فرضنا أنّها رواية الكلبي وابن حبيب ، هي من المراسيل ، وليست من المسند الذي هو عند أهل الحديث ما اتّصل إسناده من راويه إلى منتهاه .
والمعروف
أنّ الكلبي وابن حبيب والسكّري وغيرهم ممّن سيأتي ذكرهم قد عاشوا ونبغوا في القرن الثالث للهجرة وما بعده ، فمَن الذي حدَّثهم بولادة حكيم في
الكعبة ، مع أنّها كانت قبل الإِسلام بستّين سنة ، كما أرّخ ذلك بعض المؤرّخين ؟ !
.
ومنها : الشذوذ ومخالفة المشهور .
والحديث
الشاذّ هو الحديث الذي يتفرَّد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصلٌ متابع لذلك الثقة .
روى
الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيره بإسنادهم إلى يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ليس الشاذّ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره ، هذا ليس بشاذّ ؛ إنّما الشاذّ أن يروي الثقة حديثاً يخالف فيه الناس ، هذا
الشاذّ من الحديث .
__________________