يرفض فيها التحالف معه إلا على شرط واحد هو أن يعتنق ملك فارس ورعاياه الدين الذي يعتنقه يوحنا. وقد وافق ملك فارس في النهاية على هذا الشرط ، وإذ ذاك بعث إليه يوحنا بواحد من بطارقته ومعه بعض القسس لأداء تلك المهمة.
وتوجد الآن في فارس أكثر من عشرين مدينة معظم سكانها يدينون بدين يوحنا وهم يحتفظون بكتبهم المقدسة ، وأهم تلك الكتب يضم بعض رسائل القديس توماس (١).
وما عدا ذلك فإن البطريق قد أوضح بأن هؤلاء لم يعودوا يؤمنون بالخرافات ، وأنهم يعتقدون بأن الطهارة ليست ضرورية لأن أعداءهم من الأتراك يتمسكون بها ، ولهذا السبب ذاته فهم لا يكرهون الحيوانات المحرمة ، ويأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ، وعلى هذا الأساس أخذت الديانة المسيحية تنتشر في فارس يوما بعد آخر أكثر فأكثر ، وأخذ الفرس ، طبقا لتقاليدهم ، يتنصرون ، ويعترفون بالأب والابن وروح القدس!
ويمكن تمييز هؤلاء المسيحيين عن غيرهم في أنهم يرسمون صليبا أزرق اللون على الساق اليسرى فوق الركبة بقليل ، وهم يصنعون العشاء الرباني للكبار وللصغار معا ، لكنهم قبل أن يتناولوه يغسلون أقدامهم في قنوات من الماء تجري داخل الكنائس ومن ثم يجلسون مع رؤساء المدينة الذين يفدون عليهم وإذ ذاك يطبع كل واحد منهم على وجه الآخر قبلة الحب ، ويقرأون بضع كلمات من تعاليم المسيح ثم يتناولون العشاء.
وهم لا يسمحون بالصور في كنائسهم ، لكنهم يستعملون القيثارات
__________________
(١) القديس توماس St.Thomas أحد رسل المسيح الاثني عشر لكنه لم يؤمن بقيام المسيح إلا بعد أن رأي آثار جراحاته وغمس أصبعه فيها. والقديس توماس هو الذي أدخل المسيحية إلى الهند.