الاعراب :
تضرعا وخيفة مصدران في موضع الحال من واو فاستمعوا ، أي متضرعين وخائفين. ودون الجهر أي واذكر ربك دون الجهر ، والجملة عطف على واذكر ربك في نفسك. وبالغدو متعلق باذكر.
المعنى :
(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). لما ذكر سبحانه في الآية السابقة ان القرآن بصائر وهدى ورحمة أمر في هذه الآية بالاستماع والإنصات له ، لتدبر ما فيه من الهدى والدلائل ، وليس من شك ان من تدبر القرآن ، واتعظ به فهو جدير برحمة الله ورضوانه.
واتفق الفقهاء ما عدا الظاهرية على ان الإنصات لقراءة القرآن مستحب وليس بواجب على غير المأموم الذي يصلي جماعة خلف الإمام.
واختلفوا في المأموم : هل يجب عليه أن يسمع وينصت للإمام ، وهو يقرأ القرآن في صلاته؟. ذهب جماعة الى الوجوب ، وقال آخرون بعدمه.
وعلى أية حال فان الأمر في قوله تعالى : (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) هو للاستحباب لا للوجوب ، لأن هذا الأمر حكمه حكم الأمر في قوله : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) لأنهما جاءا في سياق واحد ، والأمر بالذكر للاستحباب فكذلك الأمر بالاستماع والإنصات .. هذا ، الى ان الإنصات لكل قارئ فيه عسر وحرج ، بخاصة في عصرنا الذي أصبحت فيه قراءة القرآن في المكبرات أشبه بالغناء واللعب ترتفع الأصوات به بمناسبة وغير مناسبة. (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ). اذكر الخطاب للنبي ، والمراد عام ، وتضرعا وخيفة أي ليكن مع الذكر خشوع وخوف من الله ، ودون الجهر من القول معناه اذكر ربك بصوت متوسط بين الجهر والإخفات ، وبالغدو والآصال كناية عن دوام الذكر وقوله تعالى : (وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) يدل صراحة على ان من