الشيطان) بتحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحله ، وبالإسراف والتبذير (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون.
(ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ). كلمة الزوج تطلق على كل واحد له قرين ، كأحد الزوجين من الذكر والأنثى ، وأحد النعلين ، ويقال للاثنين معا : زوجان (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) الذكر والأنثى ، وكلمة الضأن تختص بالغنم ما نص أهل اللغة ، ولا تشمل المعز بدليل عطفه على الضأن (وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) الذكر والأنثى : والمعز جنس له واحد من لفظه ، وهو ماعز للذكر والأنثى ، ويقال للأنثى : ماعزة ومعزاة (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) الذكر من الضأن والذكر من المعز (أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) الأنثى من الضأن والأنثى من المعز (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) أم حرم الأجنة في بطن الأنثى من الضأن ، وبطن الأنثى من المعز (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) لا بحدس وهوى وتقليد. لأن التحريم يحتاج إلى دليل قاطع ، فأين هو؟.
(وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ) الذكر والأنثى ، الجمل والناقة ، والإبل اسم جمع كالقوم لا واحد له من لفظه. (وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) الذكر والأنثى (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) من الإبل والبقر (أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) منهما (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) أم الأجنة في بطن الناقة ، وبطن البقرة. (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذا) زعموا ان الله هو الذي حرّم ما حرموا من الأنعام والحرث ، فقال لهم : ان الشيء لا يثبت إلا بواحد من اثنين : اما بالعيان ، وإما بشهادة الشاهد الصادق ، وأنتم لم تأخذوا التحريم من الله مباشرة ، ولا بواسطة أنبيائه ورسله ، فمن أين أتيتم بهذه الأحكام؟. (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) إذا لم تعاينوا ، ولم يشهد لكم شاهد أمين فأنتم ـ اذن ـ مفترون ، والمفتري ظالم آثم ، بل أنتم أظلم من كل ظالم ، لأنكم على الله ، لا على سواه تفترون .. (لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) يصدهم عن سبيل الله ، وفي الوقت نفسه يزعم انه الهادي الى دين الله ، شأن أكثر المعممين في هذا العصر (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) لأنهم قطعوا كل صلة بينهم وبين الله ، بل حرموا حلاله ، وحللوا حرامه.