المثال؟ بل كيف تفسر هذه المدرسة فارق الاجور بين الرجال والنساء في النظام الرأسمالي اليوم ، مع ان كل منهما يستطيع سد الشواغر الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع بكل كفاءة (١)؟ أليس هذا الفارق في الاجور تناقضاً واضحاً للفكرة التوفيقية القائلة بان الاجر يجب ان يتناسب مع منفعة العمل للنظام الاجتماعي؟ أليس عمل المرأة في الطب يدر نفعاً اجتماعياً مشابهاً لعمل الرجل في نفس الاختصاص؟ اذن لماذا تختلف اجور الرجل عن اجور المرأة لنفس المهنة النافعة للنظام الاجتماعي؟
وهذه التساؤلات المهمة التي عجزت النظرية التوفيقية ـ الماركسية عن الاجابة عليها ، وضعت تلك النظرية في موقف لا تحسد عليه. فالنظرية تؤيد ايجابيات الماركسية وتتحمس بقوة للنظام الاجتماعي الرأسمالي ، وتعتبر مؤسساته المختلفة متضافرة من اجل الانسجام الاجتماعي ، ولكنها تقف حائرة امام التناقضات الفكرية والمبدأية التي يعاني منها ذلك النظام. وهذا الخلل يعتبر من اهم نقاط ضعف هذه النظرية.
__________________
(١) (دوناد ترايمان) و (هيدي هارتمان). النساء ، العمل ، والاجور ، واشنطن دي سي : الاكاديمية القومية للعلوم ، ١٩٨١ م.