ينافى العلم ، وكذا نفى العلم ، فقال : ان الهمزة فى امثال قول الشاعر فى البيتين للتسوية.
وما ادرى وسوف اخال ادرى |
|
١١٥٣ اقوم آل حصن ام نساء |
لعمرك ما ادرى وان كنت داريا |
|
١١٥٤ شعيثابن سهم ام شعيث ابن منقر |
اقول : ان هذا الاشكال اى تنافى العلم والاستفهام وكذا نفيه لا يختص بام بل ياتى فى غيرها ، نحو قوله تعالى : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) ـ ٥٤ / ٢٦ ، (وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار) ـ ١٣ / ٤٢ ، (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) ـ ٧٢ / ١٠ ، (فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ) ـ ٦٩ / ٢٦.
والجواب ان العلم او نفى العلم لا يتعلق بالاستفهام حتى يحصل التنافى ، بل الاستفهام تعلق بالنسبة ، والعلم او نفيه تعلق بالنسبة المستفهم عنها ، فقوله تعالى مثلا : سيعلمون غدا من الكذاب الاشر معناه : سيعلمون غدا هذه النسبة المستفهم عنها ، وكذا نفى العلم ، فمعنى لم ادر ما حسابيه ، اى لم ادر هذه النسبة المستفهم عنها ، وياتى هذا فى غير مادة العلم والدراية ، نحو قوله تعالى : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) ـ ٢٧ / ٣٥ ، اى فناظرة لمعيتهم المستفهم عنها فى رجوعهم فان الباء بمعنى مع ، هذا فى الاستفهام غير المردد.
واما الاستفهام المردد بام او غيرها فالعلم او نفيه يتعلق بالنسبة المرددة ، فمعنى قوله : وان ادرى اقريب ام بعيد ما توعدون ، اى ان ادرى نسبة القرب المستفهم عنها الى ما توعدون بعينها ولا نسبة البعد المستفهم عنها اليه بعينها مع ان احديهما واقعة لا محالة ، وكذا قوله : ولتعلمن اينا اشد عذابا ، اى لتعلمن نسبة الشدة المستفهم عنها انها الى عذ ابى ام الى عذاب رب موسى.
ثم ان المستفهم فرد مبهم لا على التعيين ، والمجيب من نسب اليه العلم او نفى العلم ، فلذلك اختصر ابن هشام هذا البيان فى الاستفهام غير المردد فقال